للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عمره، وعمله ورزقه.

ولو فرضْنَا أنك استعملتها بنيّةِ التضمين، وصحَّ لك قياسها وصحَّتْ: "فعداهم الموتُ" عن أمير المؤمنين، فإنَّ معنى "فعداهم الموت": وثبَ عليهم وأفناهم، وكذا عداك السوء، فما يحملك على أن تخاطب إمام الزمان بنحو: لا وثب عليك السوء ولا أفناك، مع أنَّ: "لا عداك السوء" يعرف الصغير والكبير أنَّها دعاء على المخاطَب لا له، والتمحُّل لكونها دعاءً له كادِّعاءِ عيش الحوت في الخبوت، أو صيد الأسود بحبال العنكبوت.

ولو سُلِّمَ فكيف يدعو بها عاقلٌ يعلم أنَّ من أشدِّ العيوب إهمالَ الواو في المجيب: لا رحمك الله، إلا حيث قصد المواربة (١) كقول الحافظ ابن حجر:

الدوادارُ (٢) قال لي ... سوف أقضي مآربَكْ

أفْرِغِ الكيسَ قلتُ لا ... حَفِظَ اللهُ جانِبَكْ (٣)


(١) انظر مبحث الفصل والوصل من علم المعاني في دلائل الإعجاز لعبدالقاهر (ص ٢٢٢)، والطراز للعلوي (٣/ ٣٠٤)، وبغية الإيضاح للصعيدي (٢/ ٦٢، ٨٤).
والمواربة: المداهاة والمخاتلة ــ كما في القاموس.
(٢) الدوادارُ: كاتب الملك، حامل الدواة معرَّب مركَّب من (دواة ودار: مالك وصاحب) بمعنى المنشئ الكاتب ثم أطلقت على كل ما ينضمُّ لأمور الكتابة بما في ذلك نقل البريد وعرض القصص، وأخذ الخط السلطاني على عامة المناشير.
راجع معجم المعربات الفارسية للسباعي (ص ٨١).
(٣) هذان البيتان نسبهما السيوطي في شرحه عقود الجمان (١/ ٢١٣) للحافظ ابن حجر، وذكر ما ذكره المعلمي ههنا، وكذا المرشدي في شرحه للعقود (١/ ٢١٢)، وروي البيت الثاني فيهما:
أبذل المال قلت لا ... حفظ الله جانبك