للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المقدس: لأضعنّ عليك عرشي، ولأحشرن عليك خلقي، وليأتينك داود يومئذ راكبا. وروى سماك بن المفضل عن وهب قال: إني لأتفقد أخلاقى وما فيها شيء يعجبني. وروى عبد الرزاق عن أبيه قال قال وهب: ربما صليت الصبح بوضوء العتمة. وقال بقية بن الوليد: حدثنا زيد بن خالد عن خالد بن معدان عن وهب قال: كان نوح عليه السلام من أجمل أهل زمانه، وكان يلبس البرقع فأصابهم مجاعة في السفينة، فكان نوح إذا تجلى لهم شبعوا. وقال قال عيسى: الحق أقول لكم:

إن أشدكم جزعا على المصيبة أشدكم حبا للدنيا. وقال جعفر بن برقان: بلغنا أن وهبا كان يقول:

طوبى لمن نظر في عيبه عن عيب غيره، وطوبى لمن تواضع للَّه من غير مسكنة، ورحم أهل الذل والمسكنة، وتصدق من مال جمعه من غير معصية، وجالس أهل العلم والحلم والحكمة، ووسعته السنة ولم يتعدها إلى البدعة. وروى سيار عن جعفر عن عبد الصمد بن معقل عن وهب قال: وجدت في زبور داود: يا داود هل تدري من أسرع الناس مرّا على الصراط؟ الذين يرضون بحكمي، وألسنتهم رطبة بذكري. وقيل إن عابدا عبد الله تعالى خمسين سنة فأوحى الله إلى نبيهم: إني قد غفرت له، فأخبره ذلك النبي، فقال: أي رب، وأي ذنب تغفر لي؟ فأمر عرقا في عنقه فضرب عليه، فلم ينم ولم يهدأ ولم يصل ليلته، ثم سكن العرق، فشكا ذلك إلى النبي، فقال: ما لاقيت من عرق ضرب على في عنقي ثم سكن. فقال له النبي: إن الله يقول: إن عبادتك خمسين سنة ما تعدل سكون هذا العرق. وقال وهب: رءوس النعم ثلاثة «إحداها» نعمة الإسلام التي لا تتم نعمة إلا بها. «والثانية» نعمة العافية التي لا تطيب الحياة إلا بها. «والثالثة» نعمة الغنى التي لا يتم العيش إلا بها. ومر وهب بمبتلى أعمى مجذوم مقعد عريان به وضح وهو يقول: الحمد للَّه على نعمه، فقال له رجل كان مع وهب: أي شيء بقي عليك من النعمة تحمد الله عليه؟ فقال المبتلى: أدم بصرك إلى أهل المدينة وانظر إلى كثرة أهلها، أو لا أحمد الله أنه ليس فيها أحد يعرفه غيري؟.

وقال وهب: المؤمن يخالط ليعلم، ويسكت ليسلم، ويتكلم ليفقههم، ويخلو ليقيم. وقال: المؤمن مفكر مذكر مدخر، تذكر فغلبته السكينة، سكن فتواضع فلم يتهم، رفض الشهوات فصار حرا، ألقى عنه الحسد فظهرت له المحبة، زهد في كل فان فاستكمل العقل، رغب في كل باق فعقل المعرفة، قلبه متعلق بهمه، وهمه موكل بمعاده، لا يفرح إذا فرح أهل الدنيا، بل حزنه عليه سرمد، وفرحه إذا نامت العيون يتلو كتاب الله ويردده على قلبه، فمرة يفزع قلبه ومرة تدمع عينه، يقطع عنه الليل بالتلاوة، ويقطع عنه النهار بالخلوة والعزلة، مفكرا في ذنوبه، مستصغرا لأعماله. وقال وهب: فهذا ينادى يوم القيامة في ذلك الجمع العظيم على رءوس الخلائق: قم أيها الكريم فادخل الجنة.

وقال إبراهيم بن سعيد عن عبد الرحمن بن مسعود عن ثور بن يزيد. قال قال وهب بن منبه:

<<  <  ج: ص:  >  >>