للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسلامه عليه فصلت عليه الملائكة ودفنوه * وذكر أهل الكتاب وغيرهم أنه مات وعمره مائة وعشرون سنة وقد

قال الامام أحمد حدثنا أمية بن خالد ويونس قالا حدثنا حماد بن سلمة عن عمار بن أبى عمار عن أبى هريرة عن النبي قال يونس رفع هذا الحديث الى النبي قال كان ملك الموت يأتى الناس عيانا قال فأتى موسى فلطمه ففقأ عينه فأتى ربه فقال يا رب عبدك موسى فقأ عيني ولولا كرامته عليك لعتبت عليه. وقال يونس لشققت عليه. قال له اذهب الى عبدي. فقل له فليضع يده على جلد (أو) مسك ثور فله بكل شعرة وارت يده سنة فأتاه فقال له فقال ما بعد هذا قال الموت قال فالآن قال فشمه شمة فقبض روحه. قال يونس فرد الله عليه عينه وكان يأتى الناس خفية * وكذا رواه ابن جرير عن أبى كريب عن مصعب بن المقدام عن حماد بن سلمة به فرفعه أيضا

[ذكر نبوة يوشع وقيامه بأعباء بنى إسرائيل بعد موسى وهارون ]

هو يوشع بن نون بن أفراثيم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل وأهل الكتاب يقولون يوشع بن عم هود وقد ذكره الله تعالى في القرآن غير مصرح باسمه في قصة الخضر كما تقدم من قوله (﴿وَإِذْ قالَ مُوسى لِفَتاهُ﴾ * ﴿فَلَمّا جاوَزا قالَ لِفَتاهُ﴾) وقدمنا ما ثبت في الصحيح من رواية أبى ابن كعب عن النبي من أنه يوشع بن نون وهو متفق على نبوته عند أهل الكتاب فان طائفة منهم وهم السامرة لا يقرون بنبوة أحد بعد موسى الا يوشع بن نون لانه مصرح به في التوراة ويكفرون بما وراءه وهو الحق من ربهم فعليهم لعائن الله المتتابعة الى يوم القيامة.

واما ما حكاه ابن جرير وغيره من المفسرين عن محمد بن إسحاق من أن النبوة حولت من موسى إلى يوشع في آخر عمر موسى فكان موسى يلقى يوشع فيسأله ما أحدث الله من الأوامر والنواهي حتى قال له يا كليم الله إني كنت لا اسألك عما يوحى الله إليك حتى تخبرني أنت ابتداء من تلقاء نفسك فعند ذلك كره موسى الحياة وأحبّ الموت ففي هذا نظر لأن موسى لم يزل الأمر والوحي والتشريع والكلام من الله اليه من جميع أحواله حتى توفاه الله ﷿ ولم يزل معززا مكرما مدللا وجيها عند الله كما قدمنا في الصحيح من قصة فقئه عين ملك الموت ثم بعثه الله اليه ان كان يريد لحياة فليضع يده على جلد ثور فله بكل شعرة وارت يده سنة يعيشها قال ثم ماذا قال الموت قال فالآن يا رب وسأل الله أن يدنيه إلى بيت المقدس رمية بحجر وقد أجيب الى ذلك صلوات الله وسلامه عليه

<<  <  ج: ص:  >  >>