(ادْخُلِ الْجَنَّةَ) ٣٦: ٢٦ يَعْنِي لَمَّا قَتَلَهُ قَوْمُهُ أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ فلما رأى فِيهَا مِنَ النَّضْرَةِ وَالسُّرُورِ (قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ بِما غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي من الْمُكْرَمِينَ) ٣٦: ٢٦- ٢٧ يَعْنِي لِيُؤْمِنُوا بِمَا آمَنْتُ بِهِ فَيَحْصُلَ لَهُمْ مَا حَصَلَ لِي قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ نَصَحَ قَوْمَهُ فِي حَيَاتِهِ (يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ) ٣٦: ٢٠ وَبَعْدَ مَمَاتِهِ (يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ بِما غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي من الْمُكْرَمِينَ) ٣٦: ٢٦- ٢٧ رَوَاهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَكَذَلِكَ قَالَ قَتَادَةُ لا يلقى المؤمن الا ناصحا لا يلقى غَاشًّا لَمَّا عَايَنَ مَا عَايَنَ مِنْ كَرَامَةِ الله (يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ بِما غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي من الْمُكْرَمِينَ) ٣٦: ٢٦- ٢٧ تمنى والله أَنْ يَعْلَمَ قَوْمُهُ بِمَا عَايَنَ مِنْ كَرَامَةِ الله وما هو عَلَيْهِ قَالَ قَتَادَةُ فَلَا وَاللَّهِ مَا عَاتَبَ اللَّهُ قَوْمَهُ بَعْدَ قَتْلِهِ (إِنْ كانَتْ إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً فَإِذا هُمْ خامِدُونَ) ٣٦: ٢٩ وَقَوْلُهُ تَعَالَى وَما أَنْزَلْنا عَلى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّماءِ وَما كُنَّا مُنْزِلِينَ ٣٦: ٢٨ أَيْ مَا احْتَجْنَا فِي الِانْتِقَامِ مِنْهُمْ إِلَى إِنْزَالِ جُنْدٍ مِنَ السَّمَاءِ عَلَيْهِمْ. هَذَا مَعْنَى مَا رَوَاهُ ابْنُ إِسْحَاقَ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عن ابن مسعود قال مُجَاهِدٌ وَقَتَادَةُ وَمَا أَنْزَلَ عَلَيْهِمْ جُنْدًا أَيْ رِسَالَةً أُخْرَى قَالَ ابْنُ جَرِيرٍ وَالْأَوَّلُ أَوْلَى قُلْتُ وَأَقْوَى وَلِهَذَا قَالَ (وَما كُنَّا مُنْزِلِينَ) ٣٦: ٢٨ أَيْ وَمَا كُنَّا نَحْتَاجُ فِي الِانْتِقَامِ إِلَى هَذَا حِينَ كَذَّبُوا رُسُلنَا وَقَتَلُوا وَلِيَّنَا (إِنْ كانَتْ إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً فَإِذا هُمْ خامِدُونَ) ٣٦: ٢٩ قَالَ الْمُفَسِّرُونَ بَعَثَ اللَّهُ إِلَيْهِمْ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَأَخَذَ بِعِضَادَتَيِ الْبَابِ الَّذِي لِبَلَدِهِمْ ثُمَّ صاح بهم صيحة واحدة فاذاهم خامدون أَيْ قَدْ أُخْمِدَتْ أَصْوَاتُهُمْ وَسَكَنَتْ حَرَكَاتُهُمْ وَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ عَيْنٌ تَطْرِفُ.
وَهَذَا كُلُّهُ مِمَّا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ هَذِهِ الْقَرْيَةَ لَيْسَتْ أَنْطَاكِيَةَ لِأَنَّ هَؤُلَاءِ أُهْلِكُوا بِتَكْذِيبِهِمْ رُسُلَ اللَّهِ إِلَيْهِمْ وَأَهْلُ أَنْطَاكِيَةَ آمَنُوا وَاتَّبَعُوا رُسُلَ الْمَسِيحِ مِنَ الْحَوَارِيِّينَ إِلَيْهِمْ فَلِهَذَا قِيلَ إِنَّ أَنْطَاكِيَةَ أَوَّلُ مَدِينَةٍ آمَنَتْ بِالْمَسِيحِ فَأَمَّا الْحَدِيثُ الَّذِي رَوَاهُ الطبراني من حديث حسين الأشقري عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (السُّبَّقُ ثَلَاثَةٌ فَالسَّابِقُ إِلَى مُوسَى يُوشَعُ بْنُ نُونٍ وَالسَّابِقُ إِلَى عِيسَى صَاحِبُ يس وَالسَّابِقُ إِلَى محمد على ابن أَبِي طَالِبٍ) فَإِنَّهُ حَدِيثٌ لَا يَثْبُتُ لِأَنَّ حُسَيْنًا هَذَا مَتْرُوكٌ وَشِيعِيٌّ مِنَ الْغُلَاةِ وَتَفَرُّدُهُ بِهَذَا مِمَّا يَدُلُّ عَلَى ضَعْفِهِ بِالْكُلِّيَّةِ وَاللَّهُ أعلم
[قصة يونس عليه السلام]
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِي سُورَةِ يُونُسَ فَلَوْلا كانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَها إِيمانُها إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنا عَنْهُمْ عَذابَ الْخِزْيِ في الْحَياةِ الدُّنْيا وَمَتَّعْناهُمْ إِلى حِينٍ ١٠: ٩٨ وَقَالَ تَعَالَى فِي سُورَةِ الْأَنْبِيَاءِ وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنادى فِي الظُّلُماتِ أَنْ لَا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَنَجَّيْناهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ ٢١: ٨٧- ٨٨ وقال تعالى في سورة والصافات وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ. فَساهَمَ فَكانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ فَلَوْلا أَنَّهُ كانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ فَنَبَذْناهُ بِالْعَراءِ وَهُوَ سَقِيمٌ وَأَنْبَتْنا عَلَيْهِ شَجَرَةً من يَقْطِينٍ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute