للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ألفين أنازع أحدكم، فأقول: إنه من أمتى، فيقال: هل تدري ما أحدثوا بعدك؟ قال أبو الدرداء:

فتخوفت أن أكون منهم، فأتيت رسول الله فذكرت ذلك له، فقال: إنك لست منهم، قال فتوفى أبو الدرداء قبل أن يقتل عثمان، وقبل أن تقع الفتن * قال البيهقي: تابعه يزيد بن أبى مريم عن أبى عبيد الله مسلم بن يشكر عن أبى الدرداء إلى قوله: لست منهم، قلت: قال سعيد بن عبد العزيز توفى أبو الدرداء لسنتين بقيتا من خلافة عثمان، وقال الواقدي وأبو عبيد وغير واحد: توفى سنة ثنتين وثلاثين، .

[ذكر إخباره عن الفتن الواقعة في آخر أيام عثمان بن عفان وفي خلافة على بن أبى طالب ]

ثبت في الصحيحين من حديث سفيان بن عيينة عن الزهري عن عروة عن أسامة بن زيد أن رسول الله أشرف على أطم من آطام المدينة فقال: هل ترون ما أرى؟ إني لأرى مواقع الفتن خلال بيوتكم كمواقع القطر * وروى الامام أحمد ومسلم من حديث الزهري عن أبى إدريس الخولانيّ: سمعت حذيفة بن اليمان يقول: والله إني لأعلم الناس بكل فتنة هي كائنة فيما بيني وبين الساعة، وما ذاك أن يكون رسول الله حدثني من ذلك شيئا أسره إلى لم يكن حدث به غيري، ولكن

رسول الله قال: - وهو يحدث مجلسا أنا فيه - سئل عن الفتن وهو يعد الفتن فيهنّ ثلاث لا تذوق شيئا منهن كرياح الصيف منها صغار ومنها كبار، قال حذيفة: فذهب أولئك الرهط كلهم غيري، وهذا لفظ أحمد * قال البيهقي: مات حذيفة بعد الفتنة الأولى بقتل عثمان، وقيل الفتنتين الآخرتين في أيام على، قلت: قال العجليّ وغير واحد من علماء التاريخ: كانت وفاة حذيفة بعد مقتل عثمان بأربعين يوما، وهو الّذي قال: لو كان قتل عثمان هدى لاحتلبت به الأمة لبنا، ولكنه كان ضلالة فاحتلبت به الأمة دما، وقال: لو أن أحدا ارتقص لما صنعتم بعثمان لكان جديرا أن يرقص *

وقال الإمام أحمد: حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن عروة عن زينب بنت أبى سلمة عن حبيبة بنت أم حبيبة بنت أبى سفيان عن أمها أم حبيبة عن زينب بنت جحش زوج النبي قال سفيان أربع نسوة، قالت: استيقظ النبي من نومه وهو محمر الوجه وهو يقول: لا إله إلا الله ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه - وحلق بإصبعه الإبهام والتي تليها - قلت: يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم، إذا كثر الخبث * هكذا رواه الإمام أحمد عن سفيان بن عيينة به، وكذلك رواه مسلم عن أبى بكر بن أبى شيبة وسعد بن عمرو والأشعثي وزهير بن حرب وابن أبى عمر كلهم عن سفيان بن عيينة به سواء * ورواه الترمذي عن سعيد بن عبد الرحمن المخزومي وغير واحد: كلهم عن سفيان بن عيينة، وقال الترمذي: حسن صحيح،

<<  <  ج: ص:  >  >>