عز الدين بن حمزة القلانسي عوضا عن ابن عمه شرف الدين، فكره ذلك.
وفي اليوم الثامن والعشرين من ذي الحجة أخبر نائب السلطنة بوصول كتاب من الشيخ تقى الدين من الحبس الّذي يقال له الجب فأرسل في طلبه فجيء به فقرئ على الناس فجعل يشكر الشيخ ويثنى عليه وعلى علمه وديانته وشجاعته وزهده، وقال ما رأيت مثله، وإذا هو كتاب مشتمل على ما هو عليه في السجن من التوجه إلى الله، وأنه لم يقبل من أحد شيئا لا من النفقات السلطانية ولا من الكسوة ولا من الادرارات ولا غيرها، ولا تدنس بشيء من ذلك.
وفي هذا الشهر يوم الخميس السابع والعشرين منه طلب أخوا الشيخ تقى الدين شرف الدين وزين الدين من الحبس إلى مجلس نائب السلطان سلار، وحضر ابن مخلوف المالكي وطال بينهم كلام كثير فظهر شرف الدين بالحجة على القاضي المالكي بالنقل والدليل والمعرفة، وخطأه في مواضع ادعى فيها دعاوى باطلة، وكان الكلام في مسألة العرش ومسألة الكلام، وفي مسألة النزول.
وفي يوم الجمعة ثانى عشرين ذي الحجة وصل على البريد من مصر نصر الدين محمد بن الشيخ فخر الدين بن أخى قاضى القضاة البصراوي، وزوج ابنته على الحسبة بدمشق عوضا عن جمال الدين يوسف العجمي وخلع عليه بطيلسان ولبس الخلعة ودار بها في البلد في مستهل سنة سبع وسبعمائة، وفي هذه السنة عمر في حرم مكة بنحو مائة ألف. وحج بالناس من الشام الأمير ركن الدين بيبرس المجنون.
[وممن توفى فيها من الأعيان]
[القاضي تاج الدين]
صالح بن أحمد بن حامد بن على الجعديّ الشافعيّ نائب الحكم بدمشق ومفيد الناصرية، كان ثقة دينا عدلا مرضيا زاهدا، حكم من سنة سبع وخمسين وستمائة، له فضائل وعلوم، وكان حسن الشكل والهيئة، توفى في ربيع الأول عن ست وسبعين سنة، ودفن بالسفح وناب في الحكم بعده نجم الدين الدمشقيّ.
[الشيخ ضياء الدين الطوسي]
أبو محمد عبد العزيز بن محمد بن على الشافعيّ مدرس النجيبية شارح الحاوي، ومختصر ابن الحاجب كان شيخا فاضلا بارعا، وأعاد في الناصرية أيضا، توفى يوم الأربعاء بعد مرجعه من الحمام تاسع عشر من جمادى الاولى، وصلى عليه يوم الخميس ظاهر باب النصر، وحضر نائب السلطنة وجماعة من الأمراء والأعيان، ودفن بالصوفية، ودرس بعده بالمدرسة بهاء الدين بن العجمي.
[الشيخ جمال الدين إبراهيم بن محمد بن سعد الطيبي]
المعروف بابن السوابلى، والسوابل الطاسات. كان معظما ببلاد الشرق جدا، كان تاجرا كبيرا توفى في هذا الشهر المذكور.