للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولد بتونس قيل سنة خمسين وستمائة، وقرأ الفقه والعربية، وكان ملوك تونس تعظمه وتكرمه، لأنه من بيت الملك والامرة والوزارة. ثم بايعه أهل تونس على الملك في سنة إحدى عشرة وسبعمائة، وكان شجاعا مقداما، وهو أول من أبطل ذكر ابن التومرت من الخطبة، مع أن جده أبا حفص الهنتانى كان من أخص أصحاب ابن التومرت. توفى في المحرم من هذه السنة بمدينة الاسكندرية .

[الشيخ الصالح العابد الناسك]

ضياء الدين أبو الفداء إسماعيل بن رضى الدين أبى الفضل المسلم بن الحسن بن نصر الدمشقيّ، المعروف بابن الحموي، كان هو وأبوه وجده من الكتاب المشهورين المشكورين، وكان هو كثير التلاوة والصلاة والصيام والبر والصدقة والإحسان إلى الفقراء والأغنياء. ولد سنة خمس وثلاثين وستمائة وسمع الحديث الكثير وخرج له البرزالي مشيخة سمعناها عليه، وكان من صدور أهل دمشق، توفى يوم الجمعة رابع عشر صفر، وصلى عليه ضحوة يوم السبت، ودفن بباب الصغير، وحج وجاور وأقام بالقدس مدة. مات وله ثنتان وسبعون سنة ، وقد ذكر والده أنه حين ولد له فتح المصحف يتفاءل فإذا قوله ﴿الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ﴾ فسماه إسماعيل. ثم ولد له آخر فسماه إسحاق، وهذا من الاتفاق الحسن رحمهم الله تعالى.

[الشيخ على المحارفى]

على بن أحمد بن هوس الهلالي، أصل جده من قرية إيل البسوق، وأقام والده بالقدس، وحج هو مرة وجاور بمكة سنة ثم حج، وكان رجلا صالحا مشهورا، ويعرف بالمحارفى، لأنه كان يحرف الازقة ويصلح الرصفان لله تعالى، وكان يكثر التهليل والذكر جهرة، وكان عليه هيبة ووقار، ويتكلم كلاما فيه تخويف وتحذير من النار، وعواقب الردى، وكان ملازما لمجالس ابن تيمية، وكانت وفاته يوم الثلاثاء ثالث عشرين ربيع الأول، ودفن بتربة الشيخ موفق الدين بالسفح، وكانت جنازته حافلة جدا .

[الملك الكامل ناصر الدين]

أبو المعالي محمد بن الملك السعيد فتح الدين عبد الملك بن السلطان الملك الصالح إسماعيل أبى الجيش ابن الملك العادل أبى بكر بن أيوب أحد أكابر الأمراء وأبناء الملوك، كان من محاسن البلد ذكاء وفطنة وحسن عشرة ولطافة كلام، بحيث يسرد كثيرا من الكلام بمنزلة الأمثال من قوة ذهنه وحذاقة فهمه، وكان رئيسا من أجواد الناس، توفى عشية الأربعاء عشرين جمادى الاولى وصلى عليه ظهر الخميس بصحن الجامع تحت النسر، ثم أرادوا دفنه عند جده لأمه الملك الكامل فلم يتيسر ذلك فدفن بتربة أم الصالح سامحه الله، وكان له سماع كثير سمعنا عليه منه، وكان يحفظ تاريخا جيدا،

<<  <  ج: ص:  >  >>