أبوها ألف دينار وخمسين ألف دينار لتشترى بها من العراق ما قد تحتاج إليه مما ليس بمصر مثله. وفيها خرج المعتضد إلى بلاد الجبل وولى ولده عليا المكتفي نيابة الري وقزوين وأذربيجان وهمدان والدينور، وجعل على كتابته أحمد بن الأصبغ، وولى عمر بن عبد العزيز بن أبى دلف نيابة أصبهان ونهاوند والكرخ، ثم عاد راجعا إلى بغداد. وحج بالناس محمد بن هارون بن إسحاق، وأصاب الحجاج في الأجفر مطر عظيم فغرق كثير منهم، كان الرجل يغرق في الرمل فلا يقدر أحد على خلاصه منه.
[وفيها توفى من الأعيان]
إبراهيم بن الحسن بن ديزيل الحافظ صاحب كتاب المصنفات، منها في وقعة صفين مجلد كبير. وأحمد بن محمد الطائي بالكوفة في جمادى منها
[وإسحاق بن إبراهيم]
المعروف بابن الجيلي سمع الحديث وكان يفتى الناس بالحديث، وكان يوصف بالفهم والحفظ.
[وفيها توفى أبو بكر عبد الله بن أبى الدنيا القرشي]
مولى بنى أمية، وهو عبد الله بن محمد بن عبيد بن سفيان بن قيس أبو بكر بن أبى الدنيا الحافظ المصنف في كل فن، المشهور بالتصانيف الكثيرة النافعة الشائعة الذائعة في الرقاق وغيرها، وهي تزيد على مائة مصنف، وقيل إنها نحو الثلاثمائة مصنف، وقيل أكثر وقيل أقل، سمع ابن أبى الدنيا إبراهيم ابن المنذر الخزامي، وخالد بن خراش وعلى بن الجعد وخلقا، وكان مؤدب المعتضد وعلى بن المعتضد الملقب بالمكتفى بالله، وكان له عليه كل يوم خمسة عشر دينارا، وكان صدوقا حافظا ذا مروءة، لكن قال فيه صالح بن محمد حزرة: إلا أنه كان يروى عن رجل يقال له محمد بن إسحاق البلخي وكان هذا الرجل كذابا يضع للأعلام إسنادا، وللكلام إسنادا، ويروى أحاديث منكرة. ومن شعر ابن أبى الدنيا أنه جلس أصحاب له ينتظرونه ليخرج إليهم، فجاء المطر فحال بينه. فكتب إليهم رقعة فيها:
أنا مشتاق إلى رؤيتكم … يا أخلاى وسمعي والبصر
كيف أنساكم وقلبي عندكم … حال فيما بيننا هذا المطر
توفى ببغداد في جمادى الأولى من هذه السنة عن سبعين سنة، وصلى عليه يوسف بن يعقوب القاضي ودفن بالشونيزية ﵀.
عبد الرحمن بن عمرو أبو زرعة البصري الدمشقيّ الحافظ الكبير المشهور بابن المواز الفقيه المالكي، له اختيارات في مذهب مالك، فمن ذلك وجوب الصلاة على رسول الله ﷺ في الصلاة.
[ثم دخلت سنة ثنتين وثمانين ومائتين]
في خامس ربيع الأول منها يوم الثلاثاء دخل المعتضد بزوجته قطر الندى ابنة خمارويه، قدمت