للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والأنصار فاختلفوا عليه فجاءه عبد الرحمن بن عوف وكان متغيبا ببعض حاجته فقال إن عندي من هذا علما سمعت رسول الله يقول إذا كان بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه وإذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه فحمد الله عمر ثم انصرف.

وقال الامام حدثنا حجاج ويزيد المفتى (١) قالا حدثنا ابن أبى ذؤيب عن الزهري عن سالم عن عبد الله بن عامر بن ربيعة أن عبد الرحمن بن عوف أخبر عمر وهو في الشام عن النبي أن هذا السقم عذب به الأمم قبلكم فإذا سمعتم به في أرض فلا تدخلوها وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه قال فرجع عمر من الشام. وأخرجاه من حديث مالك عن الزهري بنحوه * قال محمد بن إسحاق ولم يذكر لنا مدة لبث حزقيل في بنى إسرائيل * ثم إن الله قبضه اليه * فلما قبض نسي بنو إسرائيل عهد الله اليهم وعظمت فيهم الأحداث وعبدوا الأوثان وكان في جملة ما يعبدونه من الأصنام صنم يقال له بعل فبعث الله اليهم الياس بن ياسين بن فنحاص بن العيزار بن هارون ابن عمران * قلت وقد قدمنا قصة الياس تبعا لقصة الخضر لأنهما يقرنان في الذكر غالبا ولأجل أنها بعد قصة موسى في سورة الصافات فتعجلنا قصته لذلك والله أعلم. قال محمد بن إسحاق فيما ذكر له عن وهب ابن منبه قال ثم تنبأ فيهم بعد الياس وصيه اليسع بن أخطوب وهذه *

[قصة اليسع ]

وقد ذكره الله تعالى مع الأنبياء في سورة الأنعام في قوله (وإسماعيل واليسع ويونس ولوطا وكلا فضلنا على العالمين) وقال تعالى في سورة ص ﴿وَاُذْكُرْ إِسْماعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مِنَ الْأَخْيارِ﴾ قال إسحاق بن بشر أبو حذيفة أنبأنا سعيد عن قتادة عن الحسن قال كان بعد الياس اليسع فمكث ما شاء الله أن يمكث يدعوهم الى الله مستمسكا بمنهاج الياس وشريعته حتى قبضه الله ﷿ اليه ثم خلف فيهم الخلوف وعظمت فيهم الأحداث والخطايا وكثرت الجبابرة وقتلوا الأنبياء وكان فيهم ملك عنيد طاغ * ويقال إنه الّذي تكفل له ذو الكفل إن هو تاب ورجع دخل الجنة فسمى ذا الكفل * قال محمد بن إسحاق هو اليسع بن أخطوب. وقال الحافظ أبو القسم بن عساكر في حرف الياء من تاريخه اليسع وهو الأسباط بن عدي بن شوتلم بن أفراثيم بن يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل * ويقال هو ابن عم الياس النبي . ويقال كان مستخفيا معه بجبل قاسيون من ملك بعلبكّ ثم ذهب معه اليها فلما رفع الياس خلفه اليسع في قومه ونبأه الله بعده. ذكر ذلك عبد المنعم بن


(١) هو يزيد بن أبى حبيب قال ابن سعد كان مفتى أهل مصر في زمانه وكان حليما عاقلا وكان أول من أظهر العلم بمصر والكلام في الحلال والحرام ومسائل انتهى محمود الامام

<<  <  ج: ص:  >  >>