للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القضاء فأباه وأشار بأبي بكر الرازيّ الحنفي، فلم يقبل الآخر أيضا. توفى في شوال منها عن ست وثمانين سنة رحمه الله تعالى.

[ثم دخلت سنة ست وسبعين وثلاثمائة]

قال ابن الجوزي: في محرمها كثرت الحيات في بغداد فهلك بسبب ذلك خلق كثير. ولسبع خلون من ربيع الأول - وكان يوم العشرين من تموز - وقع مطر كثير ببرق ورعد. وفي رجب غلت الأسعار جدا وورد الخبر فيه بأنه وقع بالموصل زلزلة عظيمة سقط بسببها عمران كثير، ومات من أهلها أمة عظيمة. وفيها وقع بين صمصام الدولة وبين أخيه شرف الدولة فاقتتلا فغلبه شرف الدولة ودخل بغداد فتلقاه الخليفة وهنأه بالسلامة، ثم استدعى شرف الدولة بفراش ليكحل صمصام الدولة فاتفق موته فأكحله بعد موته، وهذا من غريب ما وقع. وفي ذي الحجة منها قبل قاضى القضاة أبو محمد ابن معروف شهادة القاضي الحافظ أبى الحسن الدار قطنى، وأبى محمد بن عقبة، فذكر أن الدار قطنى ندم على ذلك وقال: كان ويقبل قولي على رسول الله وحدي فصار لا يقبل قولي على نقلي إلا مع غيري.

[ثم دخلت سنة سبع وسبعين وثلاثمائة]

في صفرها عقد مجلس بحضرة الخليفة فيه القضاة وأعيان الدولة وجددت البيعة بين الطائع وبين شرف الدولة بن عضد الدولة وكان يوما مشهودا، ثم في ربيعها الأول ركب شرف الدولة من داره إلى دار الخليفة وزينت البلد وضربت البوقات والطبول والدبادب، فخلع عليه الخليفة وسوره وأعطاه لواءين معه، وعقد له على ما وراء داره، واستخلفه على ذلك، وكان في جملة من قدم مع شرف الدولة القاضي أبو محمد عبيد الله بن أحمد بن معروف، فلما رآه الخليفة قال:

مرحبا بالأحبة القادمينا … أو حشونا وطال ما آنسونا

فقبّل الأرض بين يدي الخليفة، ولما قضيت البيعة دخل شرف الدولة على أخته امرأة الخليفة فمكث عندها إلى العصر والناس ينتظرونه، ثم خرج وسار إلى داره للتهنئة. وفيها اشتد الغلاء جدا ثم لحقه فناء كثير. وفيها توفيت أم شرف الدولة - وكانت تركية أم ولد - فجاءه الخليفة فعزاه. وفيها ولد لشرف الدولة ابنان توأمان.

[وممن توفى فيها من الأعيان]

[أحمد بن الحسين بن على]

أبو حامد المروزي، ويعرف بابن الطبري، كان حافظا للحديث مجتهدا في العبادة، متقنا بصيرا بالأثر، فقيها حنفيا درس على أبى الحسين الكرخي وصنف كتبا في الفقه والتاريخ، وولى قضاء القضاة بخراسان، ثم دخل بغداد وقد علت سنه، فحدث الناس وكتب الناس عنه، منهم الدار قطنى.

<<  <  ج: ص:  >  >>