سبكتكين صاحب غزنة بأنه ركب بجيشه إلى أرض العدو فجازوا بمفازة فأعوزهم الماء حتى كادوا يهلكون عن آخرهم عطشا، فبعث الله لهم سحابة فأمطرت عليهم حتى شربوا وسقوا واستقوا، ثم تواقفوا هم وعدوهم، ومع عدوهم نحو من ستمائة فيل، فهزموا العدو وغنموا شيئا كثيرا من الأموال ولله الحمد. وفيها عملت الشيعة بدعتهم التي كانوا يعملونها يوم غدير خم، وهو اليوم الثامن عشر من ذي الحجة، وزينت الحوانيت وتمكنوا بسبب الوزير وكثير من الأتراك تمكنا كثيرا.
[وفيها توفى من الأعيان]
[الحسن بن الحسن بن على بن العباس]
ابن نوبخت أبو محمد النوبختيّ، ولد سنة عشرين وثلاثمائة، وروى عن المحاملي وغيره، وعنه البرقاني وقال كان شيعيا معتزليا، إلا أنه تبين لي أنه كان صدوقا، وروى عنه الأزهري وقال: كان رافضيا، رديء المذهب. وقال العقيقي: كان فقيرا في الحديث، ويذهب إلى الاعتزال والله أعلم.
[عثمان بن عيسى أبو عمر والباقلاني]
أحد الزهاد الكبار المشهورين، كانت له نخلات يأكل منها ويعمل بيده في البواري، ويأكل من ذلك، وكان في غاية الزهادة والعبادة الكثيرة، وكان لا يخرج من مسجده إلا من يوم الجمعة إلى يوم الجمعة، لأجل صلاة الجمعة ثم يعود إلى مسجده، وكان لا يجد شيئا يشعله في مسجده، فسأله بعض الأمراء أن يقبل شيئا ولو زيتا يشعله في قناديل مسجده، فأبى الشيخ ذلك، ولهذا وأمثاله لما مات رأى بعضهم بعض الأموات من جيرانه في القبور فسأله عن جواره فقال: وأين هو، لما مات ووضع في قبره سمعنا قائلا يقول: إلى الفردوس الأعلى، إلى الفردوس الأعلى. أو كما قال: توفى في رجب منها عن ستة وثمانين سنة
[محمد بن جعفر بن محمد]
ابن هارون بن فروة بن ناجية، أبو الحسن النحويّ، والمعروف بابن النجار التميمي الكوفي، قدم بغداد وروى عن ابن دريد والصولي ونفطويه وغيرهم، توفى في جمادى الأولى منها عن سبع وسبعين سنة
[أبو الطيب سهل بن محمد]
الصعلوكي النيسابورىّ، قال أبو يعلى الخليلي: توفى فيها، وقد ترجمناه في سنة سبع وثمانين وثلاثمائة
[ثم دخلت سنة ثلاث وأربعمائة]
في سادس عشر محرمها قلد الشريف الرضى أبو الحسن الموسوي نقابة الطالبيين في سائر الممالك وقرئ تقليده في دار الوزير فخر الملك، بمحضر الأعيان، وخلع عليه السواد، وهو أول طالبي خلع عليه السواد. وفيها جيء بأمير بنى خفاجة أبو قلنبة قبحه الله وجماعة من رءوس قومه أسارى، وكانوا قد اعترضوا للحجاج في السنة التي قبلها وهم راجعون، وغوروا المناهل التي يردها الحجاج، ووضعوا فيها الحنظل بحيث إنه مات من الحجاج من العطش نحو من خمسة عشر ألفا، وأخذوا