للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَإِنْ تَكُنْ نَشِبَتْ أَيْدِي الْخُطُوبِ بِنَا ... وَمَسَّنَا مِنْ تَوَالِي صَرْفِهَا ضَرَرُ

فَفِي السَّمَاءِ نُجُومٌ غَيْرُ ذِي عَدَدِ ... وَلَيْسَ يَكْسِفُ إِلَّا الشَّمْسُ والقمر

ومن مستجاد شعره قَوْلُهُ:

خَطِرَاتُ ذِكْرِكَ تَسْتَثِيرُ مَوَدَّتِي ... فَأُحِسُّ مِنْهَا فِي الْفُؤَادِ دَبِيبًا

لَا عُضْوَ لِي إِلَّا وفيه صبابة ... وكأن أعضائى خلقن قلوبا

وفيها توفى مِنَ الْأَعْيَانِ

أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ أَبُو الْحَسَنِ الليثي

كَانَ يَكْتُبُ لِلْقَادِرِ وَهُوَ بِالْبَطِيحَةِ، ثُمَّ كَتَبَ له على ديوان الخراج وَالْبَرِيدِ، وَكَانَ يَحْفَظُ الْقُرْآنَ حِفْظًا حَسَنًا، مَلِيحَ الصوت والتلاوة، حسن المجالسة، ظريف المعاني، كثير الضحك وَالْمَجَانَةِ، خَرَجَ فِي بَعْضِ الْأَيَّامِ هُوَ وَالشَّرِيفَانِ الرضى والمرتضى وجماعة من الأكابر لتلقى بعض الملوك، فخرج بعض اللصوص فجعلوا يرمونهم بالحرّاقات ويقولون: يا أزواج القحاب، فقال الليثي: مَا خَرَجَ هَؤُلَاءِ عَلَيْنَا إِلَّا بِعَيْنٍ، فَقَالُوا: وَمِنْ أَيْنَ عَلِمْتَ هَذَا؟ فَقَالَ. وَإِلَّا مِنْ أين علموا أنا أَزْوَاجُ قِحَابٍ.

الْحَسَنُ بْنُ حَامِدِ بْنِ عَلِيِّ بن مروان

الْوَرَّاقُ الْحَنْبَلِيُّ، كَانَ مُدَرِّسَ أَصْحَابِ أَحْمَدَ وَفَقِيهَهُمْ فِي زَمَانِهِ، وَلَهُ الْمُصَنَّفَاتُ الْمَشْهُورَةُ، مِنْهَا كِتَابُ الْجَامِعِ فِي اخْتِلَافِ الْعُلَمَاءِ فِي أَرْبَعِمِائَةِ جُزْءٍ، وله في أصول الفقه والدين، وعليه اشتغل أَبُو يَعْلَى بْنُ الْفَرَّاءِ، وَكَانَ مُعَظَّمًا فِي النفوس، مقدما عند السلطان، وكان لا يأكل إلا من كسب يديه من النسخ، وَرَوَى الْحَدِيثَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الشَّافِعِيِّ، وَابْنِ مَالِكٍ الْقَطِيعِيِّ، وَغَيْرِهِمَا، وَخَرَجَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ إِلَى الْحَجِّ فَلَمَّا عَطِشَ النَّاسُ فِي الطَّرِيقِ اسْتَنَدَ هُوَ إِلَى حَجَرٍ هُنَاكَ فِي الْحَرِّ الشَّدِيدِ، فَجَاءَهُ رَجُلٌ بِقَلِيلٍ مِنْ مَاءٍ فَقَالَ له ابن حامد: من أين لك؟ فقال: ما هذا وقت سؤالك اشْرَبْ، فَقَالَ: بَلَى هَذَا وَقْتُهُ عِنْدَ لِقَاءِ الله عز وجل، فَلَمْ يَشْرَبْ وَمَاتَ مِنْ فَوْرِهِ رَحِمَهُ اللَّهُ.

[الحسين بن الحسن]

ابن مُحَمَّدِ بْنِ حَلِيمٍ، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَلِيمِيُّ، صَاحِبُ الْمِنْهَاجِ فِي أُصُولِ الدِّيَانَةِ، كَانَ أَحَدَ مَشَايِخِ الشَّافِعِيَّةِ، وُلِدَ بِجُرْجَانَ وَحُمِلَ إِلَى بُخَارَى، وَسَمِعَ الْحَدِيثَ الْكَثِيرَ حَتَّى انْتَهَتْ إِلَيْهِ رِيَاسَةُ الْمُحَدِّثِينَ فِي عَصْرِهِ، وَوَلِيَ الْقَضَاءَ بِبُخَارَى. قَالَ ابن خلكان: انتهت إليه الرئاسة فِيمَا وَرَاءَ النَّهْرِ، وَلَهُ وُجُوهٌ حَسَنَةٌ فِي الْمَذْهَبِ، وَرَوَى عَنْهُ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ.

[فيروز أبو نصر]

الملقب ببهاء الدَّوْلَةِ بْنُ عَضُدِ الدَّوْلَةِ الدَّيْلَمِيُّ، صَاحِبُ بَغْدَادَ وغيرها، وَهُوَ الَّذِي قَبَضَ عَلَى الطَّائِعِ وَوَلَّى الْقَادِرَ، وَكَانَ يُحِبُّ الْمُصَادَرَاتِ فَجَمَعَ مِنَ الْأَمْوَالِ مَا لَمْ يَجْمَعْهُ أَحَدٌ قَبْلَهُ مِنْ بَنِي بُوَيْهِ،

<<  <  ج: ص:  >  >>