للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا مانع لما أعطيت ولا مقرّب لما باعدت ولا مبعد لما قربت. اللهمّ ابسط علينا من بركاتك ورحمتك وفضلك ورزقك. اللهمّ انى أسألك النعيم المقيم الّذي لا يحول ولا يزول. اللهمّ أنى أسألك النعيم يوم العيلة والأمن يوم الخوف. اللهمّ أنى عائذ بك من شرما أعطيتنا وشر ما منعتنا. اللهمّ حبب إلينا الايمان وزينه في قلوبنا، وكرّه إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين. اللهمّ توفنا مسلمين وأحينا مسلمين وألحقنا بالصالحين غير خزايا ولا مفتونين. اللهمّ قاتل الكفرة الذين يكذّبون رسلك ويصدون عن سبيلك، واجعل عليهم رجزك وعذابك. اللهمّ قاتل الكفرة الذين أوتوا الكتاب إله الحق» ورواه النسائي في اليوم والليلة عن زياد بن أيوب عن مروان بن معاوية عن عبد الواحد بن أيمن عن عبيد بن رفاعة عن أبيه به.

[فصل.]

قال ابن إسحاق وفرغ الناس لقتلاهم فحدثني محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن ابن أبى صعصعة المازني أخو بنى النجار أن رسول الله قال: من رجل ينظر لي ما فعل سعد ابن الربيع أفي الاحياء هو أم في الأموات؟ فقال رجل من الأنصار: أنا. فنظر فوجده جريحا في القتلى وبه رمق، قال فقال له: ان رسول الله أمرنى أن انظر أفي الاحياء أنت أم في الأموات فقال: أنا في الأموات فأبلغ رسول الله سلامي وقل له: ان سعد بن الربيع يقول لك: جزاك الله عنا خير ما جزى نبيا عن أمته. وأبلغ قومك عنى السلام وقل لهم: ان سعد بن الربيع يقول لكم: انه لا عذر لكم عند الله ان خلص الى نبيكم وفيكم عين تطرف. قال ثم لم أبرح حتى مات وجئت النبي فأخبرته خبره قلت: كان الرجل الّذي التمس سعدا في القتلى محمد بن سلمة فيما ذكره محمد بن عمر الواقدي وذكر أنه ناداه مرتين فلم يجبه فلما قال ان رسول الله أمرنى أن انظر خبرك أجابه بصوت ضعيف وذكره. وقال الشيخ أبو عمر في الاستيعاب كان الرجل الّذي التمس سعدا أبىّ كعب فالله أعلم.

وكان سعد بن الربيع من النقباء ليلة العقبة وهو الّذي آخى رسول الله بينه وبين عبد الرحمن بن عوف.

قال ابن إسحاق: وخرج رسول الله فيما بلغني يلتمس حمزة بن عبد المطلب فوجده ببطن الوادي قد بقر بطنه عن كبده ومثل به فجدع أنفه وأذناه، فحدثني محمد ابن جعفر بن الزبير أن رسول الله قال حين رأى ما رأى: «لولا أن تحزن صفية وتكون سنة من بعدي لتركته حتى يكون في بطون السباع وحواصل الطير، ولئن أظهرنى الله على قريش في موطن من المواطن لأمثلنّ بثلاثين رجلا منهم» فلما رأى المسلمون حزن رسول الله وغيظه على

<<  <  ج: ص:  >  >>