للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ وكتب عمر إلى الناس: إن عليكم أنفسكم ومن غير فغيروا عليه، ولا تعيروا أحدا فيفشو فيكم البلاء، وقد قال أبو الزهراء القشيري في ذلك.

ألم تر أن الدهر يعثر بالفتى … وليس على صرف المنون بقادر

صبرت ولم أجزع وقد مات إخوتي … ولست عن الصهباء يوما بصابر

رماها أمير المؤمنين بحتفها … فخلانها يبكون حول المقاصر

قال الواقدي وغيره: وفي هذه السنة في ذي الحجة منها حول عمر المقام - وكان ملصقا بجدار الكعبة - فأخره إلى حيث هو الآن لئلا يشوش المصلون عنده على الطائفين. قلت: قد ذكرت أسانيد ذلك في سيرة عمر ولله الحمد والمنة * قال: وفيها استقضى عمر شريحا على الكوفة، وكعب ابن سور على البصرة [قال وفيها حج عمر بالناس وكانت نوابه فيها الذين تقدم ذكرهم في السنة الماضية] (١) وفيها فتحت الرقة والرها وحران على يدي عياض بن غنم. قال: وفتحت رأس عين الوردة على يدي عمر بن سعد بن أبى وقاص. وقال غيره خلاف ذلك. وقال شيخنا الحافظ الذهبي في تاريخه: وفيها - يعنى هذه السنة - افتتح أبو موسى الأشعري الرها وشمشاط عنوة، وفي أوائلها وجه أبو عبيدة عياض بن غنم إلى الجزيرة فوافق أبا موسى فافتتحا حران ونصيبين وطائفة من الجزيرة عنوة، وقيل صلحا. وفيها صار عياض إلى الموصل فافتتحها وما حولها عنوة. وفيها بنى سعد جامع الكوفة.

وقال الواقدي: وفيها كان طاعون عمواس فمات فيه خمسة وعشرون ألفا. قلت: هذا الطاعون منسوب إلى بلدة صغيرة يقال لها عمواس - وهي بين القدس والرملة - لأنها كان أول ما نجم الداء بها، ثم انتشر في الشام منها فنسب إليها، ف ﴿إِنّا لِلّهِ وَإِنّا إِلَيْهِ راجِعُونَ﴾. قال الواقدي توفى: في عام طاعون عمواس من المسلمين بالشام خمسة وعشرون ألفا. وقال غيره: ثلاثون ألفا.

[وهذا ذكر طائفة من أعيانهم .]

[الحارث بن هشام]

أخو أبى جهل أسلم يوم الفتح، وكان سيدا شريفا في الإسلام كما كان في الجاهلية، استشهد بالشام في هذه السنة في قول، وتزوج عمر بعده بامرأته فاطمة.

[شرحبيل بن حسنة]

أحد أمراء الأرباع، وهو أمير فلسطين، وهو شرحبيل بن عبد الله بن المطاع بن قطن الكندي حليف بنى زهرة، وحسنة أمه، نسب إليها وغلب عليه ذلك. أسلم قديما وهاجر إلى الحبشة وجهزه الصديق إلى الشام، فكان أميرا على ربع الجيش، وكذلك في الدولة العمرية، وطعن هو


(١) لم ترد في المصرية.

<<  <  ج: ص:  >  >>