للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثاني والعشرين من صفر بالزاوية المعروفة بهم غربي الصالحية والناصرية والعادلية، وصلى عليه بها ودفن بها وحضر جنازته ودفنه خلق كثير وجم غفير، وكان في جملة الجمع الشيخ تقى الدين بن تيمية، لأنه كان يحبه كثيرا، ولم يكن للشيخ محمد مرتب على الدولة ولا غيرهم، ولا لزاويته مرتب ولا وقف، وقد عرض عليه ذلك غير مرة فلم يقبل، وكان يزار، وكان لديه علم وفضائل جمة، وكان فهمه صحيحا، وكانت له معرفة تامة، وكان حسن العقيدة وطويته صحيحة محبا للحديث وآثار السلف، كثير التلاوة والجمعية على الله ﷿، وقد صنف جزءا فيه أخبار جيدة، وبل ثراه بوابل الرحمة آمين.

[الشيخ الصالح الأديب البارع الشاعر المجيد]

تقى الدين أبو محمد عبد الله بن الشيخ أحمد بن تمام بن حسان البلى ثم الصالحي الحنبلي، أخو الشيخ محمد بن تمام، ولد سنة خمس وثلاثين وستمائة وسمع الحديث، وصحب الفضلاء، وكان حسن الشكل والخلق، طيب النفس مليح المجاورة والمجالسة، كثير المفاكهة، أقام مدة بالحجاز واجتمع بابن سبعين وبالتقى الحوراني، وأخذ النحو عن ابن مالك وابنه بدر الدين وصحبه مدة، وقد صحبه الشهاب محمود مدة خمسين سنة، وكان يثنى عليه بالزهد والفراغ من الدنيا، توفى ليلة السبت الثالث من ربيع الآخر ودفن بالسفح، وقد أورد الشيخ علم الدين البرزالي في ترجمته قطعة من شعره:

فمن ذلك قوله:

أسكان المعاهد من فؤادي … لكم في خافق منه سكون

أكرر فيكم أبدا حديثي … فيحلو والحديث له شجون

وأنظمه عقيقا من دموعي … فتنثره المحاجر والجفون

وأبتكر المعاني في هواكم … وفيكم كل قافية تهون

واسئل عنكم البكاء سرا … وسر هواكم سر مصون

وأغتبق النسيم لان فيه … شمائل من معاطفكم تبين

فكم لي في محبتكم غرام … وكم لي في الغرام بكم فنون؟

[قاضى القضاة زين الدين]

على بن مخلوف بن ناهض بن مسلم بن منعم بن خلف النويرى المالكي الحاكم بالديار المصرية، سنة أربع وثلاثين وستمائة، وسمع الحديث واشتغل وحصل، وولى الحكم بعد ابن شاش سنة خمس وثمانين، وطالت أيامه إلى هذا العام، وكان غزير المروءة والاحتمال والإحسان إلى الفقهاء والشهود، ومن يقصده، توفى ليلة الأربعاء حادي عشر جمادى الآخرة ودفن بسفح المقطم بمصر، وتولى الحكم بعده بمصر تقى الدين الاخنائى المالكي.

<<  <  ج: ص:  >  >>