صاحب اليمن وتولاها سليمان بن شاهنشاه بن تقى الدين عمر بن شاهنشاه بن أيوب باتفاق الأمراء عليه، فأرسل العادل إلى ولده الكامل أن يرسل إليها ولده أضسيس، فأرسله فتملكها فظلم بها وفتك وغشم، وقتل من الأشراف نحوا من ثمانمائة، وأما من عداهم فكثير، وكان من أفجر الملوك وأكثرهم فسقا وأقلهم حياء ودينا، وقد ذكروا عنه ما تقشعر منه الأبدان وتنكره القلوب، نسأل الله العافية
[وفيها توفى من الأعيان]
[إبراهيم بن على]
ابن محمد بن بكروس الفقيه الحنبلي، أفتى وناظر وعدل عند الحكام، ثم انسلخ من هذا كله وصار شرطيا بباب النوى يضرب الناس ويؤذيهم غاية الأذى، ثم بعد ذلك ضرب إلى أن مات وألقى في دجلة وفرح الناس بموته، وقد كان أبوه رجلا صالحا.
[الركن عبد السلام بن عبد الوهاب]
ابن الشيخ عبد القادر، كان أبوه صالحا وكان هو متهما بالفلسفة ومخاطبة النجوم، ووجد عنده كتب في ذلك، وقد ولى عدة ولايات، وفيه وفي أمثاله يقال: نعم الجدود ولكن بئس ما نسلوا.
رأى عليه أبوه يوما ثوبا بخاريا فقال: سمعنا بالبخاري ومسلم، وأما بخارى وكافر فهذا شيء عجيب، وقد كان مصاحبا لأبى القاسم ابن الشيخ أبى الفرج بن الجوزي، وكان الآخر مدبرا فاسقا، وكانا يجتمعان على الشراب والمردان قبحهما الله.
[أبو محمد عبد العزيز بن محمود بن المبارك]
البزار المعروف بابن الأخضر البغدادي المحدث المكثر الحافظ المصنف المحرر، له كتب مفيدة متقنة، وكان من الصالحين، وكان يوم جنازته يوما مشهودا ﵀.
[الحافظ أبو الحسن على بن الأنجب]
أبى المكارم المفضل [بن أبى الحسن على بن أبى الغيث مفرج بن حاتم بن الحسن بن جعفر بن إبراهيم بن الحسن] اللخمي المقدسي، ثم الإسكندراني المالكي، سمع السلفي وعبد الرحيم المنذري وكان مدرسا للمالكية بالإسكندرية، ونائب الحكم بها. ومن شعره قوله:
أيا نفس بالمأثور عن خير مرسل … وأصحابه والتابعين تمسكي
عسا كي إذا بالغت في نشر دينه … بما طاب من عرف له أن تمسكي
وخافي غدا يوم الحساب جهنما … إذا لفحت نيرانها أن تمسكي
توفى بالقاهرة في هذه السنة قاله ابن خلكان.
[ثم دخلت سنة اثنتي عشرة وستمائة]
فيها شرع في بناء المدرسة العادلية الكبيرة بدمشق، وفيها عزل القاضي ابن الزكي وفوض الحكم