للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رئيس القرامطة، قبحه الله، وهذا هو الّذي قتل الحجيج حول الكعبة وفي جوفها، وسلبها كسوتها وأخذ بابها وحليتها، واقتلع الحجر الأسود من موضعه وأخذه معه إلى بلده هجر، فمكث عنده من سنة تسع عشرة وثلاثمائة ثم مات قبحه الله وهو عندهم لم يردوه إلى سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة كما سيأتي.

ولما مات هذا القرمطى قام بالأمر من بعده إخوته الثلاثة، وهم أبو العباس الفضل، وأبو القاسم سعيد، وأبو يعقوب يوسف بنو أبى سعيد الجنابي، وكان أبو العباس ضعيف البدن مقبلا على قراءة الكتب، وكان أبو يعقوب مقبلا على اللهو واللعب، ومع هذا كانت كلمة الثلاثة واحدة لا يختلفون في شيء، وكان لهم سبعة من الوزراء متفقون أيضا.

وفي شوال منها توفى أبو عبد الله البريدي فاستراح المسلمون من هذا كما استراحوا من الآخر.

[وفيها توفى من الأعيان]

أبو العباس بن عقدة الحافظ.

[أحمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرحمن]

أبو العباس الكوفي المعروف بابن عقدة، لقبوه، بذلك من أجل تعقيده في التصريف والنحو، وكان أيضا عقدة في الورع والنسك، وكان من الحفاظ الكبار، سمع الحديث الكثير ورحل فسمع من خلائق من المشايخ، وسمع منه الطبراني والدار قطنى وابن الجعابيّ وابن عدي وابن المظفر وابن شاهين. قال الدار قطنى: أجمع أهل الكوفة على أنه لم ير من زمن ابن مسعود إلى زمان ابن عقدة أحفظ منه، ويقال إنه كان يحفظ نحوا من ستمائة ألف حديث، منها ثلاثمائة ألف في فضائل أهل البيت، بما فيها من الصحاح والضعاف، وكانت كتبه ستمائة حمل جمل، وكان ينسب مع هذا كله إلى التشيع والمغالاة. قال الدار قطنى: كان رجل سوء. ونسبه ابن عدي إلى أنه كان يعمل النسخ لأشياخ ويأمرهم بروايتها. قال الخطيب: حدثني على بن محمد بن نصر قال سمعت حمزة بن يوسف سمعت أبا عمر بن حيويه يقول: كان ابن عقدة يجلس في جامع براثى معدن الرفض يملى مثالب الصحابة - أو قال الشيخين - فتركت حديثه لا أحدث عنه بشيء. قلت: وقد حررت الكلام فيه في كتابنا التكميل بما فيه كفاية، توفى في ذي القعدة منها.

[أحمد بن عامر بن بشر بن حامد المروروذي]

نسبة إلى مروالروذ، والروذ اسم للنهر، وهو الفقيه الشافعيّ تلميذ أبى إسحاق المروذي - نسبة إلى مروذ الشاهجان، وهي أعظم من تلك البلاد، له شرح مختصر المزني، وله كتاب الجامع في المذهب، وصنف في أصول الفقه، وكان إماما لا يشق غباره. توفى في هذه السنة .

[ثم دخلت سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة]

فيها رجع الخليفة المتقى إلى بغداد وخلع من الخلافة وسملت عيناه، وكان - وهو مقيم بالموصل -

<<  <  ج: ص:  >  >>