للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بكر يا رسول الله أليس بينك وبينهم مدة؟ قال «ألم يبلغك ما صنعوا ببني كعب»! قال وأذن رسول الله في الناس بالغزو، وكتب حاطب بن أبى بلتعة الى قريش وأطلع الله رسوله على الكتاب وذكر القصة كما سيأتي. وقال محمد بن إسحاق: حدثني محمد بن جعفر عن عروة عن عائشة أن أبا بكر دخل على عائشة وهي تغربل حنطة فقال ما هذا؟ أمركم رسول الله بالجهاز؟ قالت نعم فتجهز، قال والى أين؟ قالت ما سمى لنا شيئا غير أنه قد أمرنا بالجهاز قال ابن إسحاق: ثم إن رسول الله أعلم الناس أنه سائر الى مكة وأمر بالجد والتهيؤ

وقال «اللهمّ خذ العيون والاخبار عن قريش حتى نبغتها في بلادها» فتجهز الناس فقال حسان يحرض الناس ويذكر مصاب خزاعة:

عناني ولم أشهد ببطحاء مكة … رجال بنى كعب تحز رقابها

بأيدي رجال لم يسلوا سيوفهم … وقتلى كثير لم تجن ثيابها

ألا ليت شعرى هل تنالنّ نصرتي … سهيل بن عمرو حرها وعقابها

وصفوان عودا حز من شفر استه … فهذا أوان الحرب شد عصابها

فلا تأمننا يا ابن أم مجالد … إذا احتلبت صرفا وأعصل نابها

ولا تجزعوا منها فان سيوفنا … لها وقعة بالموت يفتح بابها

[قصة حاطب بن أبى بلتعة]

قال محمد بن إسحاق: حدثني محمد بن جعفر عن عروة بن الزبير وغيره من علمائنا قالوا: لما أجمع رسول الله المسير الى مكة كتب حاطب بن أبى بلتعة كتابا الى قريش يخبرهم بالذي أجمع عليه رسول الله من الأمر في السير اليهم، ثم أعطاه امرأة زعم محمد بن جعفر أنها من مزينة، وزعم لي غيره أنها سارة مولاة لبعض بنى عبد المطلب وجعل لها جعلا على أن تبلغه قريشا، فجعلته في رأسها ثم فتلت عليه قرونها ثم خرجت به، وأتى رسول الله الخبر من السماء بما صنع حاطب فبعث على بن أبى طالب والزبير بن العوام فقال «أدركا امرأة قد كتب معها حاطب بن أبى بلتعة بكتاب الى قريش يحذرهم ما قد أجمعنا له من أمرهم» فخرجا حتى أدركاها بالحليفة حليفة بنى أبى احمد فاستنزلاها فالتمساه في رحلها فلم يجدا فيه شيئا، فقال لها على: إني أحلف بالله ما كذب رسول الله ولا كذبنا ولتخرجن لنا هذا الكتاب أو لنكشفنك، فلما رأت الجد منه قالت أعرض فأعرض، فحلت قرون رأسها فاستخرجت الكتاب منها فدفعته اليه، فأتى به رسول الله فدعا رسول الله حاطبا فقال «يا حاطب ما حملك على هذا؟» فقال: يا رسول الله أما والله إني لمؤمن بالله وبرسوله ما غيرت ولا بدلت ولكنني كنت امرأ ليس لي في القوم من أصل ولا عشيرة وكان لي بين أظهرهم ولد وأهل فصانعتهم عليهم. فقال عمر بن الخطاب يا رسول الله دعني فلأضرب عنقه

<<  <  ج: ص:  >  >>