ابن الفتح بن محمد بن على بن أبى طالب الحربي، المعروف بالعشاري، لطول جسده، وقد سمع الدار قطنى وغيره، وكان ثقة دينا صالحا، توفى في جمادى الأولى منها، وقد نيف على الثمانين
الونى الفرضيّ
الحسين بن محمد بن عبد الله أبو عبد الله الونى، نسبة إلى ون قرية من أعمال جهستان، الفرضيّ شيخ الحربي، وهو أبو حكيم عبد الله بن إبراهيم، كان الونى إماما في الحساب والفرائض، وانتفع الناس به، توفى فيها ببغداد شهيدا في فتنة البساسيري والله أعلم.
[ثم دخلت سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة]
في يوم الخميس السابع عشر من صفر، دخل السلطان بغداد مرجعه من واسط، بعد قتل البساسيري، وفي يوم الحادي والعشرين جلس الخليفة في داره وأحضر الملك طغرلبك، ومد سماطا عظيما فأكل الأمراء منه والعامة، ثم في يوم الخميس ثانى ربيع الأول عمل السلطان سماطا للناس، وفي يوم الثلاثاء تاسع جمادى الآخرة قدم الأمير عدة الدين أبو القاسم عبد الله بن ذخيرة الدين بن أمير المؤمنين القائم بأمر الله. وعمته، وله من العمر يومئذ أربع سنين، صحبة أبى الغنائم، فتلقاه الناس إجلالا لجده، وقد ولى الخلافة بعد ذلك، وسمى المقتدى بأمر الله. وفي رجب وقف أبو الحسن محمد بن هلال العتابى دار كتب، وهي دار بشارع ابن أبى عوف من غربي بغداد، ونقل إليها ألف كتاب، عوضا عن دار ازدشير التي أحرقت بالكرخ. وفي شعبان ملك محمود بن نصر حلب وقلعتها فامتدحه الشعراء. وفيها ملك عطية بن مرداس الرحبة، وذلك كله منتزع من أيدي الفاطميين. ولم يحج أحد من أهل العراق فيها، غير أن جماعة اجتمعوا إلى الكوفة وذهبوا مع الخفراء.
[وممن توفى فيها من الأعيان.]
[أبو منصور الجيلي]
من تلاميذ أبى حامد، ولى القضاء بباب الطاق. وبحريم دار الخلافة، وسمع الحديث من جماعة. قال الخطيب: وكتبنا عنه وكان ثقة.
[الحسن بن محمد]
ابن أبى الفضل أبو محمد الفسوي، الوالي، سمع الحديث، وكان ذكيا في صناعة الولاية، ومعرفة التهم والمتهومين من الغرماء، بلطيف من الصنيع، كما نقل عنه أنه أوقف بين يديه جماعة اتهموا بسرقة فأتى بكوز يشرب منه، فرمى به فانزعج الواقفون إلا واحدا، فأمر به أن يقرر، وقال السارق يكون جريئا قويا، فوجد الأمر كذلك، وقد قتل مرة رجلا في ضرب بين يديه فادعى عليه عند القاضي أبى الطيب، فحكم عليه بالقصاص، ثم فادى عن نفسه بمال جزيل حتى خلص.