للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نخبزهم (١) بصلاب النسور … خبز القوى العزيز الذليلا

قتلنا خزاعة في دارها … وبكرا قتلنا وجيلا فجيلا

نفيناهم من بلاد المليك … كما لا يحلون أرضا سهولا

فأصبح سيبهم في الحديد … ومن كل حي شفينا الغليلا

قال ابن إسحاق: فلما رجع رزاح الى بلاده نشره الله ونشر حنا، فهما قبيلا عذرة الى اليوم.

قال ابن إسحاق: وقال قصي بن كلاب في ذلك:

أنا ابن العاصمين بنى لؤيّ … بمكة منزلي وبها ربيت

الى البطحاء قد علمت معد … ومروتها رضيت بها رضيت

فلست لغالب أن لم تأثل … بها أولاد قيذر والنبيت

رزاح ناصري وبه أسامى … فلست أخاف ضيما ما حييت

وقد ذكر الأموي عن الاشرم عن أبى عبيدة عن محمد بن حفص: أن رزاحا انما قدم بعد ما نفى قصي خزاعة والله أعلم.

[فصل]

ثم لما كبر قصي فوض أمر هذه الوظائف التي كانت اليه من رئاسات قريش وشرفها من الرفادة والسقاية والحجابة واللواء والندوة الى ابنه عبد الدار وكان أكبر ولده. وانما خصصه بها كلها لأن بقية إخوته عبد مناف وعبد الشمس وعبدا كانوا قد شرفوا في زمن أبيهم وبلغوا في قوتهم شرفا كبيرا فأحب قصي أن يلحق بهم عبد الدار في السؤدد فخصصه بذلك فكان إخوته لا ينازعونه في ذلك فلما انقرضوا تشاجر أبناؤهم في ذلك وقالوا انما خصص قصي عبد الدار بذلك ليلحقه بإخوته فنحن نستحق ما كان آباؤنا يستحقونه وقال بنو عبد الدار هذا أمر جعله لنا قصي فنحن أحق به واختلفوا اختلافا كثيرا وانقسمت بطون قريش فرقتين ففرقة بايعت عبد الدار وحالفتهم وفرقة بايعت بنى عبد مناف وحالفوهم على ذلك ووضعوا أيديهم عند الحلف في جفنة فيها طيب ثم لما قاموا مسحوا أيديهم بأركان الكعبة فسموا حلف المطيبين. وكان منهم من قبائل قريش بنو أسد بن عبد العزى بن قصي وبنو زهرة وبنو تيم وبنو الحارث بن فهر وكان مع بنى عبد الدار بنو مخزوم وبنو سهم وبنو جمح وبنو عدي واعتزلت بنو عامر ابن لؤيّ ومحارب بن فهر الجميع فلم يكونوا مع واحد منهما ثم اصطلحوا واتفقوا على أن تكون الرفادة والسقاية لبني عبد مناف وان تستقر الحجابة واللواء والندوة في بنى عبد الدار فانبرم الأمر على ذلك واستمر.


(١) قوله نخبزهم. قال السهيليّ: أي نسوقهم سوقا شديدا.

<<  <  ج: ص:  >  >>