للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أمير المؤمنين معاوية بن أبى سفيان» قال معاوية: لو كان أمير المؤمنين لم أقاتله، ولكن ليكتب اسمه وليبدأ به قبل اسمى لفضله وسابقته، فرجع إلى على فكتب كما قال معاوية. وذكر الهيثم أن أهل الشام أبوا أن يبدأ باسم على قبل معاوية، وباسم أهل العراق قبلهم، حتى كتب كتابان كتاب لهؤلاء فيه تقديم معاوية على على وكتاب آخر لأهل العراق بتقديم اسم على وأهل العراق على معاوية وأهل الشام وهذه تسمية من شهد على هذا التحكيم من جيش على: عبد الله بن عباس، والأشعث ابن قيس الكندي، وسعيد بن قيس الهمدانيّ، وعبد الله بن الطفيل المعافري، وحجر بن يزيد الكندي، وورقاء بن سمى العجليّ، وعبد الله بن بلال العجليّ، وعقبة بن زياد الأنصاري، ويزيد ابن جحفة التميمي، ومالك بن كعب الهمدانيّ. فهؤلاء عشرة. وأما من الشاميين فعشرة آخرون، وهم أبو الأعور السلمي، وحبيب بن مسلمة، وعبد الرحمن بن خالد بن الوليد، ومخارق بن الحارث الزبيدي، ووائل بن علقمة العدوي، وعلقمة بن يزيد الحضرميّ، وحمزة بن مالك الهمدانيّ، وسبيع بن يزيد الحضرميّ، وعتبة بن أبى سفيان أخو معاوية، ويزيد بن الحر العبسيّ. وخرج الأشعث بن قيس بذلك الكتاب يقرؤه على الناس ويعرضه على الطائفتين. ثم شرع الناس في دفن قتلاهم قال الزهري: بلغني أنه دفن في كل قبر خمسون نفسا، وكان على قد أسر جماعة من أهل الشام، فلما أراد الانصراف أطلقهم، وكان مثلهم أو قريب منهم في يد معاوية وكان قد عزم على قتلهم لظنه أنه قد قتل أسراهم، فلما جاءه أولئك الذين أطلقهم أطلق معاوية الذين في يده، ويقال إن رجلا يقال له عمرو بن أوس - من الأزد - كان من الأسارى فأراد معاوية قتله فقال: امنن على فإنك خالي، فقال: ويحك! من أين أنا خالك؟ فقال: إن أم حبيبة زوجة رسول الله وهي أم المؤمنين وأنا ابنها وأنت أخوها وأنت خالي، فأعجب ذلك معاوية وأطلقه. وقال عبد الرحمن بن زياد بن أنعم - وذكر أهل صفين - فقال: كانوا عربا يعرف بعضهم بعضا في الجاهلية فالتقوا في الإسلام معهم على الحمية وسنة الإسلام، فتصابروا واستحيوا من الفرار، وكانوا إذا تحاجزوا دخل هؤلاء في عسكر هؤلاء، وهؤلاء في عسكر هؤلاء، فيستخرجون قتلاهم فيدفنونهم. قال الشعبي: هم أهل الجنة، لقي بعضهم بعضا فلم يفر أحد من أحد.

[خروج الخوارج]

وذلك أن الأشعث بن قيس مر على ملأ من بنى تميم فقرأ عليهم الكتاب فقام إليه عروة بن أذينة وهي أمه وهو عروة بن جرير من بنى ربيعة بن حنظلة وهو أخو أبى بلال بن مرداس بن جرير فقال: أتحكمون في دين الله الرجال؟ ثم ضرب بسيفه عجز دابة الأشعث بن قيس، فغضب الأشعث وقومه، وجاء الأحنف بن قيس وجماعة من رؤسائهم يعتذرون إلى الأشعث بن قيس من ذلك،

<<  <  ج: ص:  >  >>