للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يحب التنزه ويتناول في خلوته ما لا يجوز، ويعاشر أهل الأدب في مجلس اللذة والطرب، والله أعلم. سامحه الله. قال: وكانت وفاته في رجب سنة إحدى وأربعمائة، وذكر ابن خلكان أن في هذه السنة أو التي قبلها كانت وفاة البستي الشاعر وهو:

[على بن محمد بن الحسين بن يوسف الكاتب]

صاحب الطريقة الأنيقة والتجنيس الأنيس، البديع التأسيس، والحذاقة والنظم والنثر، وقد ذكرناه، ومما أورد له ابن خلكان قوله: من أصلح فاسده أرغم حاسده، ومن أطاع غضبه أضاع أدبه. من سعادة جدك وقوفك عند حدك. المنية تضحك من الأمنية. الرشوة رشا الحاجات، حد العفاف الرضى بالكفاف. ومن شعره:

إن هز أقلامه يوما ليعملها … أنساك كل كمي هز عامله

وإن أمر على رق أنامله … أقر بالرق كتاب الأنام له

وله:

إذا تحدثت في قوم لتؤنسهم … بما تحدث من ماض ومن آت

فلا تعد لحديث إن طبعهم … موكل بمعاداة المعادات

[ثم دخلت سنة اثنتين وأربعمائة]

في المحرم منها أذن فخر الملك الوزير للروافض أن يعملوا بدعتهم الشنعاء، والفضيحة الصلعاء، من الانتحاب والنوح والبكاء، وتعليق المسوح وأن تغلق الأسواق من الصباح إلى المساء، وأن تدور النساء حاسرات عن وجوههن ورءوسهن، يلطمن خدودهن، كفعل الجاهلية الجهلاء، على الحسين بن على، فلا جزاء الله خيرا، وسود الله وجهه يوم الجزاء، إنه سميع الدعاء. وفي ربيع الآخر أمر القادر بعمارة مسجد الكف بقطيعة الدقيق، وأن يعاد إلى أحسن ما كان، ففعل ذلك وزخرف زخرفة عظيمة جدا، ف ﴿إِنّا لِلّهِ وَإِنّا إِلَيْهِ راجِعُونَ﴾.

[ذكر الطعن من أئمة بغداد وعلمائهم وغيرهم من البلاد في نسب الفاطميين وأنهم أدعياء كذبة]

وفي ربيع الآخر منها كتب هؤلاء ببغداد محاضر تتضمن الطعن والقدح في نسب الفاطميين وهم ملوك مصر وليسوا كذلك، وإنما نسبهم إلى عبيد بن سعد الجرمي، وكتب في ذلك جماعة من العلماء والقضاة والأشراف والعدول، والصالحين والفقهاء، والمحدثين، وشهدوا جميعا أن الحاكم بمصر هو منصور بن نزار الملقب بالحاكم، حكم الله عليه بالبوار والخزي والدمار، ابن معد بن إسماعيل بن عبد الله بن سعيد، لا أسعده الله، فأنه لما صار إلى بلاد المغرب تسمى بعبيد الله، وتلقب بالمهديّ، وأن من تقدم من سلفه أدعياء خوارج، لا نسب لهم في ولد على بن أبى طالب، ولا يتعلقون بسبب وأنه منزه عن باطلهم، وأن الّذي ادعوه إليه باطل وزور، وأنهم لا يعلمون أحدا من أهل بيوتات

<<  <  ج: ص:  >  >>