ولما مات أوصى إلى يزيد بن معاوية وهو أمير المؤمنين.
[الوليد بن عقبة بن أبى معيط]
ابن أبان بن أبى عمر وذكوان بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي، أبو وهب القرشي العبشمي، وهو أخو عثمان بن عفان لأمه أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس، وأمها أم حكيم البيضاء بنت عبد المطلب، وللوليد من الإخوة خالد وعمارة وأم كلثوم،
وقد قتل رسول الله ﷺ أباه بعد وقعة بدر من بين الأسرى صبرا بين يديه، فقال: يا محمد من للصبية؟ فقال:«لهم النار» وكذلك فعل بالنضر بن الحارث، وأسلم الوليد هذا يوم الفتح، وقد بعثه رسول الله ﷺ على صدقات بنى المصطلق فخرجوا يتلقونه فظن أنهم إنما خرجوا لقتاله فرجع، فأخبر بذلك رسول الله ﷺ فأراد أن يجهز إليهم جيشا، فبلغهم ذلك فجاء من جاء منهم ليعتذروا إليه ويخبرونه بصورة ما وقع، فأنزل الله تعالى في الوليد ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ﴾ الآية. ذكر ذلك غير واحد من المفسرين والله أعلم بصحة ذلك. وقد حكى أبو عمرو بن عبد البر على ذلك الإجماع. وقد ولاه عمر صدقات بنى تغلب، وولاه عثمان نيابة الكوفة بعد سعد ابن أبى وقاص، سنة خمس وعشرين، ثم شرب الخمر وصلى بأصحابه ثم التفت إليهم فقال: أزيدكم؟ ووقع منه تخبيط، ثم إن عثمان جلده وعزله عن الكوفة بعد أربع سنين فأقام بها، فلما جاء على إلى العراق سار إلى الرقة واشترى له عندها ضيعة وأقام بها معتزلا جميع الحروب التي كانت أيام على ومعاوية وما بعدها إلى أن توفى بضيعته في هذه السنة، ودفن بضيعته وهي على خمسة عشر ميلا من الرقة، ويقال: إنه توفى في أيام معاوية فالله أعلم. روى له الامام أحمد وأبو داود حديثا واحدا في فتح مكة، وقد ذكر ابن الجوزي وفاته في هذه السنة، وذكر أيضا وفاة أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث الهلالية، وقد تقدم ذكر وفاتها في سنة إحدى وخمسين، وقيل إنها توفيت سنة ثلاث وستين، وقيل سنة ست وستين، والصواب ما ذكرناه.
[أم سلمة أم المؤمنين]
هند بنت أبى أمية حذيفة وقيل سهل بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، القرشية المخزومية كانت أولا تحت ابن عمها أبى سلمة بن عبد الأسد فمات عنها، فتزوجها رسول الله ﷺ ودخل بها في شوال سنة ثنتين بعد وقعة بدر،
وقد كانت سمعت من زوجها أبى سلمة: حديثا عن رسول الله ﷺ. أنه قال «ما من مسلم يصاب بمصيبة فيقول: ﴿إِنّا لِلّهِ وَإِنّا إِلَيْهِ راجِعُونَ،﴾ اللهمّ أجرنى في مصيبتي واخلف لي خيرا منها، إلا أبدله الله خيرا منها» قالت: فلما مات أبو سلمة قلت ذلك ثم قلت: ومن هو خير من أبى سلمة أو رجل هاجر؟ ثم عزم الله لي فقلتها فأبدلنى الله خيرا