للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سمعت هذا الحديث من عكرمة، فقال: أخبرنيه ابن أبى يحيى عن داود بن الحصين عنه، قلت: وقد بلغني أن بالديار المصرية مزارا فيه أشياء كثيرة من آثار النبي اعتنى بجمعها بعض الوزراء المتأخرين، فمن ذلك مكحلة وقيل ومشط وغير ذلك فالله أعلم

[البردة]

قال الحافظ البيهقي: وأما البرد الّذي عند الخلفاء فقد روينا عن محمد بن إسحاق بن يسار في قصة تبوك أن رسول الله ، أعطى أهل أيلة بردة مع كتابه الّذي كتب لهم أمانا لهم، فاشتراه أبو العباس عبد الله بن محمد بثلاثمائة دينار - يعنى بذلك أول خلفاء بنى العباس وهو السفاح وقد توارث بنو العباس هذه البردة خلفا عن سلف كان الخليفة يلبسها يوم العيد على كتفيه، ويأخذ القضيب المنسوب اليه (صلوات الله وسلامه عليه) في إحدى يديه، فيخرج وعليه من السكينة والوقار ما يصدع به القلوب، ويبهر به الابصار، ويلبسون السواد في أيام الجمع والأعياد، وذلك اقتداء منهم بسيد أهل البدو والحضر، ممن يسكن الوبر والمدر، لما أخرجه البخاري ومسلم إماما أهل الأثر، من حديث عن مالك الزهري عن أنس أن رسول الله دخل مكة وعلى رأسه المغفر، وفي رواية وعليه عمامة سوداء، وفي رواية قد أرخى طرفها بين كتفيه، صلوات الله وسلامه عليه، وقد قال البخاري: ثنا مسدد، ثنا إسماعيل، ثنا أيوب، عن محمد عن أبى بردة قال: أخرجت إلينا عائشة كساء وإزارا غليظا فقالت: قبض روح النبي في هذين، وللبخاريّ من حديث الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن عائشة وابن عباس قالا: لما نزل برسول الله طفق يطرح خميصة له على وجهه، فإذا اغتم كشفها عن وجهه فقال وهو كذلك: لعنة الله على اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد، يحذّر ما صنعوا، قلت: وهذه الأبواب الثلاثة لا يدرى ما كان من أمرها بعد هذا، وقد تقدم أنه طرحت تحته في قبره الكريم قطيفة حمراء كان يصلّى عليها، ولو تقصينا ما كان يلبسه في أيام حياته لطال الفصل وموضعه كتاب اللباس من كتاب الأحكام الكبير إن شاء الله وبه الثقة وعليه التكلان

[ذكر أفراسه ومراكيبه ]

قال ابن إسحاق عن يزيد بن حبيب، عن مرثد بن عبد الله المزني، عن عبد الله بن رزين، عن على قال: كان للنّبيّ فرس يقال له المرتجز، وحمار يقال له عفير، وبغلة يقال لها دلدل، وسيفه ذو الفقار، ودرعه ذو الفضول. ورواه البيهقي من حديث الحكم عن يحيى بن الجزار عن على نحوه، قال البيهقي: وروينا في كتاب السنن أسماء أفراسه التي كانت عند الساعديين، لزاز واللحيف وقيل اللخيف والظرب، والّذي ركبه لأبى طلحة يقال له المندوب، وناقته القصواء والعضباء والجدعاء،

<<  <  ج: ص:  >  >>