فجعلت القردة تعرف قراباتهم ولا يعرفهم قراباتهم فجعلوا يلوذون بهم ويقول لهم الناهون ألم ننهكم عن صنيعكم فتشير القردة برءوسها أن نعم. ثم بكى عبد الله بن عباس وقال إنا لنرى منكرات كثيرة ولا ننكرها ولا نقول فيها شيئا. وقال العوفيّ عن ابن عباس صار شباب القرية قردة وشيوخها خنازير. وروى ابن أبى حاتم من طريق مجاهد عن ابن عباس أنهم لم يعيشوا إلا فواقا ثم هلكوا ما كان لهم نسل وقال الضحاك عن ابن عباس أنه لم يعش مسخ قط فوق ثلاثة أيام ولم يأكل هؤلاء ولم يشربوا ولم ينسلوا وقد استقصينا الآثار في ذلك في تفسير سورة البقرة والأعراف. ولله الحمد والمنة. وقد روى ابن أبى حاتم وابن جرير من طريق ابن أبى نجيح عن مجاهد أنه قال مسخت قلوبهم ولم يمسخوا قردة وخنازير وانما هو مثل ضربه الله ﴿كَمَثَلِ الْحِمارِ يَحْمِلُ أَسْفاراً﴾ وهذا صحيح اليه وغريب منه جدا ومخالف لظاهر القرآن ولما نص عليه غير واحد من السلف والخلف والله أعلم * (قصة أصحاب القرية) ﴿إِذْ جاءَهَا الْمُرْسَلُونَ﴾ تقدم ذكرها قبل قصة موسى ﵇(قصة سبإ) سيأتي ذكرها في أيام العرب إن شاء الله تعالى وبه الثقة (قصة قارون وقصة بلعام) تقدمتا في قصة موسى وهكذا (قصة الخضر) و (قصة فرعون والسحرة) كلها في ضمن قصة موسى و (قصة البقرة) تقدمت في قصة موسى وقصة ﴿الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ﴾ في قصة حزقيل وقصة (الملأ من بنى إسرائيل من بعد موسى) في قصة شمويل وقصة (الّذي مرّ على قرية) في قصة عزير *
هو لقمان بن عنقاء بن سدون. ويقال لقمان بن ثاران حكاه السهيليّ عن ابن جرير والقتيبي. قال السهيليّ وكان نوبيا من أهل أيلة. قلت وكان رجلا صالحا ذا عبادة وعبارة وحكمة عظيمة ويقال كان قاضيا في زمن داود ﵇ فالله أعلم. وقال سفيان الثوري عن الأشعث عن عكرمة عن ابن عباس قال كان