مكة والمدينة تزيد على ثلاثمائة بيت، كتبها عنه الحافظ شرف الدين الدمياطيّ في معجمه.
[الملك المظفر صاحب اليمن]
يوسف بن المنصور نور الدين عمر بن على بن رسول، أقام في مملكة اليمن بعد أبيه سبعا وأربعين سنة، وعمر ثمانين سنة، وكان أبوه قد ولى أزيد من مدة عشرين سنة بعد الملك أقسيس ابن الكامل محمد، وكان عمر بن رسول مقدم عساكر أقسيس، فلما مات اقسيس وثب على الملك فتم له الأمر وتسمى بالملك المنصور، واستمر أزيد من عشرين سنة، ثم ابنه المظفر سبعا وأربعين سنة، ثم قام من بعده في الملك ولده الملك الأشرف ممهد الدين فلم يمكث سنة حتى مات، ثم قام أخوه المؤيد عز الدين داود بن المظفر فاستمر في الملك مدة، وكانت وفاة الملك المظفر المذكور في رجب من هذه السنة، وقد جاوز الثمانين، وكان يحب الحديث وسماعه، وقد جمع لنفسه أربعين حديثا.
[شرف الدين المقدسي]
الشيخ الامام الخطيب المدرس المفتى، شرف الدين أبو العباس أحمد بن الشيخ كمال الدين أحمد بن نعمة بن أحمد بن جعفر بن حسين بن حماد المقدسي الشافعيّ، ولد سنة ثنتين وعشرين وستمائة، وسمع الكثير وكتب حسنا وصنف فأجاد وأفاد، وولى القضاء نيابة بدمشق والتدريس والخطابة بدمشق، وكان مدرس الغزالية ودار الحديث النورية مع الخطابة، ودرس في وقت بالشامية البرانية وأذن في الإفتاء لجماعة من الفضلاء منهم الشيخ الامام العلامة شيخ الإسلام أبو العباس بن تيمية، وكان يفتخر بذلك ويفرح به ويقول: أنا أذنت لابن تيمية بالإفتاء، وكان يتقن فنونا كثيرة من العلوم، وله شعر حسن، وصنف كتابا في أصول الفقه جمع فيه شيئا كثيرا، وهو عندي بخطه الحسن، توفى يوم الأحد سابع عشر رمضان وقد جاوز السبعين، ودفن بمقابر باب كيسان عند والده ﵀ ورحم أباه. وقد خطب بعده يوم العيد الشيخ شرف الدين الفزاري خطيب جامع جراح ثم جاء المرسوم لابن جماعة بالخطابة. ومن شعر الخطيب شرف الدين بن المقدسي:
أحجج إلى الزهر لتسعى به … وارم جمار الهم مستنفرا
من لم يطف بالزهر في وقته … من قبل أن يحلق قد قصرا
[واقف الجوهرية الصدر نجم الدين]
أبو بكر محمد بن عياش بن أبى المكارم التميمي الجوهري، واقف الجوهرية على الحنفية بدمشق توفى ليلة الثلاثاء تاسع عشر شوال، ودفن بمدرسته وقد جاوز الثمانين، وكانت له خدم على الملوك، فمن دونهم.
[الشيخ الامام العالم المفتى]
الخطيب الطبيب، مجد الدين أبو محمد عبد الوهاب بن أحمد بن أبى الفتح بن سحنون التنوخي