للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الترمذي من حديث أبى داود الطيالسي وموسى بن إسماعيل كلاهما عن ابان بن يزيد العطار به * ورواه ابن ماجة عن هشام بن عمار عن محمد بن شعيب بن سابور عن معاوية بن سلام عن أخيه زيد بن سلام عن أبى سلام عن الحارث الأشعري به. ورواه الحاكم من طريق مروان بن محمد الطاطري عن معاوية بن سلام عن أخيه به. ثم قال تفرد به مروان الطاطري عن معاوية بن سلام. قلت وليس كما قال ورواه الطبراني عن محمد بن عبدة عن أبى نوبة الربيع بن يافع عن معاوية بن سلام عن أبى سلام عن الحارث الأشعري فذكر نحوه فسقط ذكر زيد بن سلام عن أبى سلام عن الحارث الأشعري فذكر نحو هذه الرواية ثم روى الحافظ بن عساكر من طريق عبد الله بن أبى جعفر الرازيّ عن أبيه عن الربيع بن انس قال ذكر لنا عن أصحاب رسول الله فيما سمعوا من علماء بنى إسرائيل أن يحيى بن زكريا أرسل بخمس كلمات وذكر نحو ما تقدم. وقد ذكروا ان يحيى كان كثير الانفراد من الناس انما كان يأنس الى البراري ويأكل من ورق الأشجار ويرد ماء الأنهار ويتغذى بالجراد في بعض الأحيان ويقول من أنعم منك يا يحيى * وروى ابن عساكر أن أبويه خرجا في تطلبه فوجداه عند بحيرة الأردن فلما اجتمعا به أبكاهما بكاء شديدا لما هو فيه من العبادة والخوف من الله ﷿. وقال ابن وهب عن مالك عن حميد بن قيس عن مجاهد قال كان طعام يحيى بن زكريا العشب وانه كان ليبكى من خشية الله حتى لو كان القار على عينيه لخرقه وقال محمد بن يحيى الذهلي حدثنا أبو صالح حدثنا الليث حدثني عقيل عن ابن شهاب قال جلست يوما الى أبى إدريس الخولانيّ وهو يقص فقال الا أخبركم بمن كان أطيب الناس طعاما فلما رأى الناس قد نظروا اليه قال إن يحيى بن زكريا كان أطيب الناس طعاما انما كان يأكل مع الوحش كراهة أن يخالط الناس في معايشهم * وقال ابن المبارك عن وهيب بن الورد قال فقد زكريا ابنه يحيى ثلاثة أيام فخرج يلتمسه في البرية فإذا هو قد احتفر قبرا وأقام فيه يبكى على نفسه فقال يا بنى أنا أطلبك من ثلاثة أيام وأنت في قبر قد احتفرته قائم تبكى فيه فقال يا أبت الست أنت أخبرتنى أن بين الجنة والنار مفازة لا يقطع الا بدموع البكاءين فقال له ابك يا بنى فبكيا جميعا. وهكذا حكاه وهب بن منبه ومجاهد بنحوه وروى ابن عساكر عنه أنه قال إن أهل الجنة لا ينامون للذة ما هم فيه من النعيم فكذا ينبغي للصديقين أن لا يناموا لما في قلوبهم من نعيم المحبة لله ﷿ * ثم قال كم بين النعيمين وكم بينهما وذكروا أنه كان كثير البكاء حتى أثر البكاء في خديه من كثرة دموعه *

[بيان سبب قتل يحيى ]

وذكروا في قتله أسبابا من أشهرها أن بعض ملوك ذلك الزمان بدمشق كان يريد أن يتزوج ببعض محارمه أو من لا يحل له تزويجها فنهاه يحيى عن ذلك فبقي في نفسها منه. فلما كان بينها وبين الملك

<<  <  ج: ص:  >  >>