محمد بن إدريس بن المنذر بن داود بن مهران أبو حاتم الحنظليّ الرازيّ، أحد أئمة الحفاظ الأثبات العارفين بعلل الحديث والجرح والتعديل، وهو قرين أبى زرعة رحمهما الله، سمع الكثير وطاف الأقطار والأمصار، وروى عن خلق من الكبار، وعنه خلق منهم الربيع بن سليمان، ويونس بن عبد الأعلى وهما أكبر منه، وقدم بغداد وحدث بها، وروى عنه من أهلها إبراهيم الحربي وابن أبى الدنيا والمحاملي وغيرهم. قال لابنه عبد الرحمن: يا بنى مشيت على قدمي في طلب الحديث أكثر من ألف فرسخ، وذكر أنه لم يكن له شيء ينفق عليه في بعض الأحيان، وأنه مكث ثلاثا لا يأكل شيئا حتى استقرض من بعض أصحابه نصف دينار، وقد أثنى عليه غير واحد من العلماء والفقهاء، وكان يتحدى من حضر عنده من الحفاظ وغيرهم، ويقول: من أغرب على بحديث واحد صحيح فله على درهم أتصدق به. قال: ومرادى أسمع ما ليس عندي، فلم يأت أحد بشيء من ذلك، وكان في جملة من حضر ذلك أبو زرعة الرازيّ. كانت وفاة ابن أبى حاتم في شعبان من هذه السنة.
محمد بن الحسن بن موسى بن الحسن أبو جعفر الكوفي الخراز المعروف بالجندى، له مسند كبير، روى عن عبيد الله بن موسى والقعنبي وأبى نعيم وغيرهم، وعنه ابن صاعد والمحاملي وابن السماك، كان ثقة صدوقا. محمد بن سعدان أبو جعفر الرازيّ، سمع من أكثر من خمسمائة شيخ، ولكن لم يحدث إلا باليسير، توفى في شعبان منها. قال ابن الجوزي: وهم محمد بن سعدان البزار عن العقنبى وهو غير مشهور. ومحمد بن سعدان النحويّ مشهور. توفى في سنة إحدى ومائتين. قال ابن الأثير في كامله: وفيها توفى يعقوب بن سفيان بن حران الامام الفسوي، وكان يتشيع. ويعقوب بن يوسف ابن معقل الأموي مولاهم، والد أبى العباس أحمد بن الأصم. وفيها ماتت عريب المغنية المأمونية، قيل إنها ابنة جعفر بن يحيى البرمكي.
[فأما يعقوب بن سفيان بن حران]
فهو أبو يوسف بن أبى معاوية الفارسي الفسوي، سمع الحديث الكثير، وروى عن أكثر من ألف شيخ من الثقات، منهم هشام بن عمار، ودحيم، وأبو المجاهر، وسليمان بن عبد الرحمن الدمشقيون، وسعيد بن منصور وأبو عاصم، ومكي بن إبراهيم، وسليمان بن حرب، ومحمد بن كثير وعبيد الله بن موسى والقعنبي. روى عنه النسائي في سننه وأبو بكر بن أبى داود والحسن بن سفيان وابن خراش وابن خزيمة وأبو عوانة الأسفراييني وغيرهم، وصنف كتاب التاريخ والمعرفة وغيره من الكتب المفيدة، وقد رحل في طلب الحديث إلى البلدان النائية، وتغرب عن وطنه نحو ثلاثين سنة