للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما نرى في الناس شخصا واحدا … من علمناه كسعد بن سيل

فارسا أضبط فيه عسرة … وإذا ما واقف القرن نزل

فارسا يستدرج الخيل كما … استدرج الحر القطامي الحجل

قال السهيليّ: سيل اسمه خير بن جمالة وهو أول من طليت (١) له السيوف بالذهب والفضة.

قال ابن إسحاق: وانما سموا الجدرة لأن عامر بن عمرو بن خزيمة بن جعثمة تزوج بنت الحارث بن مضاض الجرهميّ وكانت جرهم إذ ذاك ولاة البيت فبنى للكعبة جدارا فسمى عامر بذلك الجادر فقيل لولده الجدرة لذلك.

خبر قصي بن كلاب وما كان من أمره في ارتجاعه ولاية البيت الى قريش وانتزاعه ذلك من خزاعة واجتماع قريش الى الحرم الّذي جعله الله أمنا للعباد بعد تفرقها في البلاد وتمزقها في الجبال والمهاد

وذلك أنه لما مات أبوه كلاب تزوج أمه ربيعة بن حرام من عذرة وخرج بها وبه الى بلاده ثم قدم قصي مكة وهو شاب فتزوج حبي ابنة رئيس خزاعة حليل بن حبشية (٢). فاما خزاعة فزعم أن حليلا أوصى الى قصي بولاية البيت لما رأى من كثرة نسله من ابنته وقال أنت أحق بذلك منى. قال


(١) عبارة السهيليّ وهو أول من حلى السيوف إلخ:
(٢) عبارة ابن إسحاق هكذا: فولدت له عبد الدار وعبد مناف وعبد العزى وعبدا فلما انتشر ولد قصي وكثر ماله وعظم شرفه هلك حليل فرأى قصي أنه أولى بالكعبة وبأمر مكة من خزاعة وبنى بكر وان قريشا قرعة إسماعيل بن إبراهيم وصريح ولده فكلم رجالا من قريش وبنى كنانة ودعاهم الى إخراج خزاعة وبنى بكر من مكة فأجابوه فلما أجابه قومه الى ما دعاهم اليه كتب الى أخيه من أمه رزاح ابن ربيعة يدعوه الى نصرته والقيام معه فخرج رزاح بن ربيعة ومعه إخوته حن بن ربيعة ومحمود بن ربيعة وجلهمة بن ربيعة وهم لغير أمه فاطمة فيمن تبعهم من قضاعة في حاج العرب وهم مجمعون لنصرة قصي وخزاعة تزعم أن حليل بن حبشية أوصى بذلك قصيا وأمره به حين انتشر له من ابنته من الولد ما انتشر وقال أنت أولى بالكعبة وبالقيام عليها وبأمر مكة من خزاعة فعند ذلك طلب قصي ما طلب ولم نسمع ذلك من غيره فالله أعلم أي ذلك كان انتهى عبارة بن إسحاق وبها يتبين لك ما في عبارة ابن كثير من الخطأ انتهى محمود الامام.

<<  <  ج: ص:  >  >>