ابن الحسين بن مصعب أبو أحمد الخزاعي، ولى إمرة بغداد. وحدث عن الزبير بن بكار وعنه الصولي والطبراني، وكان أديبا فاضلا، ومن شعره:
حق التنائي بين أهل الهوى … تكاتب يسخن عين النوى
وفي التداني لا أنقضى عمره … تزاور يشفى غليل الجوى
واتفق له مرة أن جارية له مرضت فاشتهت ثلجا، وكانت حظية عنده، فلم يوجد الثلج إلا عند رجل، فساومه وكيله على رطل منه فامتنع من بيعه إلا كل رطل بالعراقي بخمسة آلاف درهم - وذلك لعلم صاحب الثلج بحاجتهم إليه - فرجع الوكيل ليشاوره فقال: ويحك! اشتره ولو بما عساه أن يكون، فرجع إلى صاحب الثلج فقال: لا أبيعه إلا بعشرة آلاف. فاشتراه. بعشرة آلاف ثم اشتهت الجارية ثلجا أيضا - وذلك لموافقته لها - فرجع فاشترى منه رطلا آخر بعشرة آلاف. ثم آخر بعشرة آلاف وبقي عند صاحب الثلج رطلان فنطفت نفسه إلى أكل رطل منه ليقول: أكلت رطلا من الثلج بعشرة آلاف، فأكله وبقي عنده رطل فجاءه الوكيل فامتنع أن يبيعه الرطل إلا بثلاثين ألفا فاشتراه منه فشفيت الجارية وتصدقت بمال جزيل فاستدعى سيدها صاحب الثلج فأعطاه من تلك الصدقة مالا جزيلا فصار من أكثر الناس مالا بعد ذلك، واستخدمه ابن طاهر عنده والله أعلم] (١).
[وممن توفى في حدود الثلاثمائة من الهجرة.]
[الصنوبري الشاعر]
وهو محمد بن أحمد بن محمد بن مراد أبو بكر الضبيّ الصنوبري الحنبلي. قال الحافظ ابن عساكر:
كان شاعرا محسنا. وقد حكى عن على بن سليمان الأخفش، ثم ذكر أشياء من لطائف شعره فمن ذلك قوله: