بالناصر لدين الله، قتل وزيره أحمد فغضب له أخوه أمية بن إسحاق - وكان نائبا على مدينة شنترين - فارتد ودخل بلاد النصارى واجتمع بملكهم ردمير ودلهم على عورات المسلمين، فسار إليهم في جيش كثيف من الجلالقة فخرج إليهم عبد الرحمن فأوقع بهم بأسا شديدا، وقتل من الجلالقة خلقا كثيرا، ثم كر الفرنج على المسلمين فقتلوا منهم خلقا كثيرا قريبا ممن قتلوا منهم، ثم والى المسلمون الغارات على بلاد الجلالقة فقتلوا منهم أمما لا يحصون كثرة، ثم ندم أمية بن إسحاق على ما صنع، وطلب الأمان من عبد الرحمن فبعث إليه بالأمان، فلما قدم عليه قبله واحترمه.
[وفيها توفى من الأعيان]
[الحسن بن القاسم بن جعفر بن رحيم]
أبو على الدمشقيّ، من أبناء المحدثين كان أخباريا له في ذلك مصنفات، وقد حدث عن العباس بن الوليد البيروتي وغيره. توفى بمصر في محرم هذه السنة. وقد أناف على الثمانين سنة.
الحسين بن القاسم بن جعفر بن محمد بن خالد بن بشر أبو على الكوكبي الكاتب، صاحب الأخبار والآداب، روى عن أحمد بن أبى خيثمة وأبى العيناء وابن أبى الدنيا. روى عنه الدار قطنى وغيره.
[عثمان بن الخطاب]
ابن عبد الله أبو عمر والبلوى، المغربي الأشج، ويعرف بأبي الدنيا. قدم هذا الرجل بغداد بعد الثلاثمائة، وزعم أنه ولد أول خلافة أبى بكر الصديق ﵁، ببلاد المغرب، وأنه وفد هو وأبوه على على بن أبى طالب ﵁، فأصابهم في الطريق عطش فذهب يرتاد لأبيه ماء فرأى عينا فشرب منها واغتسل، ثم جاء لأبيه ليسقيه فوجده قد مات، وقدم هو على على بن أبى طالب فأراد أن يقبل ركبته فصدمه الركاب فشج رأسه، فكان يعرف بالأشج. وقد زعم صدقه في هذا الّذي زعمه طائفة من الناس، ورووا عنه نسخة فيها أحاديث من روايته عن على، وممن صدقه في ذلك الحافظ محمد بن أحمد بن المفيد، ورواها عنه، ولكن كان المفيد متهما بالتشيع، فسمح له بذلك لانتسابه إلى على، وأما جمهور المحدثين قديما وحديثا فكذبوه في ذلك، وردوا عليه كذبه، ونصوا على أن النسخة التي رواها موضوعة. ومنهم أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي، وأشياخنا الذين أدركناهم: جهبذ الوقت شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية، والجهبذ أبو الحجاج المزي، والحافظ مؤرخ الإسلام أبو عبد الله الذهبي، وقد حررت ذلك في كتابي التكميل ولله الحمد والمنة.
قال المفيد: بلغني أن الأشج هذا مات سنة سبع وعشرين وثلاثمائة، وهو راجع إلى بلده والله أعلم.
[محمد بن جعفر بن محمد بن سهل]
أبو بكر الخرائطى، صاحب المصنفات، أصله من أهل سرمن رأى، وسكن الشام وحدث بها عن الحسن بن عرفة وغيره.