أسود بن عامر به، ثم رواه أحمد عن سريج عن يزيد بن عطاء عن سنان بن بشر عن قيس عن أبى هاشم فذكره * وفي صحيح البخاري: عن أبى نعيم عن سفيان عن عبد الله بن دينار عن عبد الله ابن عمر قال: كنا نتقي الكلام والانبساط إلى نسائنا في عهد رسول الله ﷺ خشية أن ينزل فينا شيء، فلما توفى تكلمنا وانبسطنا * وقال ابن وهب: أخبرنى عمرو بن الحرث عن سعيد بن أبى هلال عن أبى حازم عن سهل بن سعد أنه قال: والله لقد كان أحدنا يكف عن الشيء مع امرأته وهو وإياها في ثوب واحد تخوفا أن ينزل فيه شيء من القرآن *
وقال أبو داود: ثنا محمد بن العلاء، ثنا ابن إدريس، ثنا عاصم بن كليب عن أبيه عن رجل من الأنصار قال: خرجنا مع رسول الله ﷺ في جنازة فرأيت رسول الله ﷺ وهو على القبر يوصى الحافر: أوسع من قبل رجليه، أوسع من قبل رأسه، فلما رجع استقبله داعي امرأة، فجاء وجيء بالطعام فوضع يده فيه ووضع القوم أيديهم فأكلوا فنظر آباؤنا رسول الله ﷺ يلوك لقمة في فيه، ثم قال: أجد لحم شاة أخذت بغير إذن أهلها، قال فأرسلت المرأة: يا رسول الله إني أرسلت إلى البقيع يشترى لي شاة فلم توجد، فأرسلت إلى جار لي قد اشترى شاة: أن أرسل بها إليّ بثمنها فلم يوجد، فأرسلت إلى امرأته فأرسلت إلى بها، فقال رسول الله ﷺ: أطعميه الأسارى.
[فصل في ترتيب الأخبار بالغيوب المستقبلة بعده ﵊]
ثبت في صحيح البخاري ومسلم من حديث الأعمش عن أبى وائل عن حذيفة بن اليمان:
قال: قام رسول الله ﷺ فينا مقاما ما ترك فيه شيئا إلى قيام الساعة إلا ذكره، علمه من علمه، وجهله من جهله، وقد كنت أرى الشيء قد كنت نسيته فأعرفه كما يعرف الرجل الرجل إذا غاب عنه فرآه فعرفه *
وقال البخاري: ثنا يحيى بن موسى، حدثنا الوليد، حدثني ابن جابر، حدثني بشر بن عبيد الله الحضرميّ، حدثني أبو إدريس الخولانيّ أنه سمع حذيفة بن اليمان يقول: كان الناس يسألون رسول الله ﷺ عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني، فقلت: يا رسول الله إنا كنا في جاهلية وشرّ، فجاء الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شرّ؟ قال: نعم، قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: نعم، وفيه دخن، قلت: وما دخنه؟ فقال: قوم يهدون بغير هديي يعرف منهم وينكر، قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: نعم، دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها، قلت: يا رسول الله صفهم لنا، قال: هم من جلدتنا، ويكلمون بألسنتنا، قلت: فما تأمرنى إن أدركنى ذلك؟ قال: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم، قلت: فان لم يكن لهم جماعة ولا إمام