بخمس سنين، وكان يأتيه فيقف عنده. ثم لم يقض له الدفن فيه بل دفن بمكان آخر. ﵀ حيث كان.
[أبو سعيد الجنابي القرمطى]
وهو الحسن بن بهرام قبحه الله رأس القرامطة، والّذي يعول عليه في بلاد البحرين وما والاها
[على بن أحمد الراسبي]
كان يلي بلاد واسط إلى شهرزور وغير ذلك، وقد خلف من الأموال شيئا كثيرا، فمن ذلك ألف ألف دينار، ومن آنية الذهب والفضة نحو مائة ألف دينار، ومن البقر ألف ثور، ومن الخيل والبغال والجمال ألف رأس.
[محمد بن عبد الله بن على بن محمد بن أبى الشوارب]
يعرف بالأحنف. كان قد ولى قضاء مدينة المنصور نيابة عن أبيه حين فلج، مات في جمادى الأولى منها. وتوفى أبوه في رجب منها، بينهما ثلاثة وسبعون يوما، ودفنا في موضع واحد.
وأبو بكر محمد بن هارون البردعي الحافظ بن ناجية والله ﷾ أعلم.
[ثم دخلت سنة ثنتين وثلاثمائة]
فيها ورد كتاب مؤنس الخادم بأنه قد أوقع بالروم بأسا شديدا، وقد أسر منهم مائة وخمسين بطريقا - أي أميرا - ففرح المسلمون بذلك. وفيها ختن المقتدر خمسة من أولاده فغرم على ختانهم ستمائة ألف دينار، وقد ختن قبلهم ومعهم خلقا من اليتامى وأحسن إليهم بالمال والكساوى، وهذا صنيع حسن إن شاء الله. وفيها صادر المقتدر أبا على بن الجصاص بستة عشر ألف ألف دينار غير الآنية والثياب الثمينة. وفيها أدخل الخليفة أولاده إلى المكتب وكان يوما مشهودا. وفيها بنى الوزير المارستان بالحربية من بغداد، وأنفق عليه أموالا جزيلة، جزاه الله خيرا. وحج بالناس فيها الفضل الهاشمي. وقطعت الأعراب وطائفة من القرامطة الطريقين على الراجعين من الحجيج، وأخذوا منهم أموالا كثيرة، وقتلوا منهم خلقا وأسروا أكثر من مائتي امرأة حرة، ف ﴿إِنّا لِلّهِ وَإِنّا إِلَيْهِ راجِعُونَ﴾.
[وفيها توفى من الأعيان.]
[بشر بن نصر بن منصور]
أبو القاسم الفقيه الشافعيّ، من أهل مصر يعرف بغلام عرق، وعرق خادم من خدام السلطان كان يلي البريد، فقدم معه بهذا الرجل مصر فأقام بها حتى مات بها.
بدعة جارية غريب المغنية، بذل لسيدتها فيها مائة ألف دينار وعشرون ألف دينار من بعض من رغب فيها من الخلفاء فعرض ذلك عليها فكرهت مفارقة سيدتها، فأعتقتها سيدتها في موتها، وتأخرت وفاتها إلى هذه السنة، وقد تركت من المال العين والأملاك ما لم يملكه رجل.
القاضي أبو زرعة محمد بن عثمان الشافعيّ
قاضى مصر ثم دمشق، وهو أول من حكم بمذهب الشافعيّ بالشام وأشاعه بها، وقد كان أهل