في الثاني والعشرين من جمادى الآخرة من هذه السنة ﵀. قال أبو شامة: وإليه تنسب الخانقاه الأسدية بالشرق القبلي، ثم آل الأمر من بعده إلى ابن أخيه صلاح الدين يوسف، ثم استوسق له الملك والممالك هنالك.
[محمد بن عبد الله بن عبد الواحد]
ابن سليمان المعروف بابن البطي، سمع الحديث الكثير، وأسمع ورحل إليه وقارب التسعين.
محمد الفارقيّ
أبو عبد الله الواعظ، يقال إنه كان يحفظ نهج البلاغة ويعبر ألفاظه، وكان فصيحا بليغا يكتب كلامه ويروى عنه كتاب يعرف بالحكم الفارقية.
[المعمر بن عبد الواحد]
ابن رجار أبو أحمد الأصبهاني أحد الحفاظ الوعاظ، روى عن أصحاب أبى نعيم، وكانت له معرفة جيدة بالحديث، توفى وهو ذاهب إلى الحج بالبادية ﵀.
[ثم دخلت سنة خمس وستين وخمسمائة]
في صفر منها حاصرت الفرنج مدينة دمياط من بلاد مصر خمسين يوما، بحيث ضيقوا على أهلها، وقتلوا أمما كثيرة، جاءوا إليها من البر والبحر رجاء أن يملكوا الديار المصرية وخوفا من استيلاء المسلمين على القدس، فكتب صلاح الدين إلى نور الدين يستنجده عليهم، ويطلب منه أن يرسل إليه بامداد من الجيوش، فإنه إن خرج من مصر خلفه أهلها بسوء، وإن قعد عن الفرنج أخذوا دمياط وجعلوها معقلا لهم يتقوون بها على أخذ مصر. فأرسل إليه نور الدين ببعوث كثيرة، يتبع بعضها بعضا.
ثم إن نور الدين اغتنم غيبة الفرنج عن بلدانهم فصمد إليهم في جيوش كثيرة فجاس خلال ديارهم، وغنم من أموالهم وقتل وسبى شيئا كثيرا، وكان من جملة من أرسله إلى صلاح الدين أبوه الأمير نجم الدين أيوب، في جيش من تلك الجيوش، ومعه بقية أولاده، فتلقاه الجيش من مصر، وخرج العاضد لتلقيه إكراما لولده، وأقطعه اسكندرية ودمياط، وكذلك لبقية أولاده، وقد أمد العاضد صلاح الدين في هذه الكائنة بألف ألف دينار حتى انفصلت الفرنج عن دمياط، وأجلت الفرنج عن دمياط لأنه بلغهم أن نور الدين قد غزا بلادهم، وقتل خلقا من رجالهم، وسبى كثيرا من نسائهم وأطفالهم وغنم من أموالهم، فجزاه الله عن المسلمين خيرا. ثم سار نور الدين في جمادى الآخرة إلى الكرخ ليحاصرها - وكانت من أمنع البلاد - وكاد أن يفتحها ولكن بلغه أن مقدمين من الفرنج قد أقبلا نحو دمشق، فخاف أن يلتف عليهما الفرنج فترك الحصار وأقبل نحو دمشق فحصنها، ولما انجلت الفرنج عن دمياط فرح نور الدين فرحا شديدا، وأنشد الشعراء كل منهم في ذلك قصيدا، وقد كان