قال رسول الله ﷺ للعباس بن عبد المطلب: يا أبا الفضل لا ترم منزلك غدا أنت وبنوك حتى آتيكم فان لي فيكم حاجة، فانتظروه حتى جاء بعد ما أضحى، فدخل عليهم فقال: السلام عليكم، فقالوا:
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته، قال: كيف أصبحتم؟ قالوا: أصبحنا بخير نحمد الله، فكيف أصبحت بأبينا وأمنا أنت يا رسول الله؟ قال: أصبحت بخير أحمد الله، فقال لهم: تقاربوا تقاربوا يزحف بعضكم إلى بعض، حتى إذا أمكنوه اشتمل عليهم بملاءته وقال: يا رب هذا عمى وصنو أبى، وهؤلاء أهل بيتي فاسترهم من النار كستري إياهم بملاءتى هذه، وقال: فأمنت أسكفة الباب وحوائط البيت فقالت: آمين آمين آمين * وقد رواه أبو عبد الله بن ماجة في سننه مختصرا عن أبى إسحاق إبراهيم بن عبد الله بن حاتم الهروي عن عبد الله بن عثمان بن إسحاق بن سعد بن أبى وقاص الوقاصى الزهري روى عنه جماعة، وقد قال ابن معين: لا أعرفه، وقال أبو حاتم يروى أحاديث مشبهة.
[حديث آخر]
قال الامام أحمد: ثنا يحيى بن أبى بكير، ثنا إبراهيم بن طهمان، حدثني سماك بن حرب عن جابر بن سمرة قال: قال رسول الله ﷺ: إني لأعرف حجرا بمكة كان يسلم عليّ قبل أن أبعث، إني لأعرفه الآن * رواه مسلم عن أبى بكر بن أبى شيبة عن يحيى بن أبى بكير به، ورواه أبو داود الطيالسي عن سليمان بن معاذ عن سماك به.
[حديث آخر]
قال الترمذ: ثنا عباد بن يعقوب الكوفي، ثنا الوليد بن أبى ثور عن السدي عن عباد بن أبى يزيد عن على بن أبى طالب قال: كنت مع النبي ﷺ بمكة فخرجنا في بعض نواحيها فما استقبله جبل ولا شجر إلا قال: السلام عليك يا رسول الله * ثم قال: وهذا حديث حسن غريب، وقد رواه غير واحد عن الوليد بن أبى ثور، وقالوا: عن عباد بن أبى يزيد منهم فروة بن أبى الفرا *
ورواه الحافظ أبو نعيم من حديث زياد بن خيثمة عن السدي عن أبى عمارة الحيواني عن على قال: خرجت مع رسول الله ﷺ فجعل لا يمر على شجر ولا حجر إلا سلم عليه، وقدمنا في المبعث أنه ﵇ لما رجع وقد أوحى إليه جعل لا يمر بحجر ولا شجر ولا مدر ولا شيء إلا قال له: السلام عليك يا رسول الله، وذكرنا في وقعة بدر ووقعة حنين رميه ﵇ بتلك القبضة من التراب وأمره أصحابه أن يتبعوها بالحملة الصادقة فيكون النصر والظفر والتأييد عقب ذلك سريعا، أما في وقعة بدر فقد قال الله تعالى في سياقها في سورة الأنفال: ﴿وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللهَ رَمى﴾ الآية وأما في غزوة حنين فقد ذكرناه في الأحاديث بأسانيده وألفاظه بما أغنى عن إعادته هاهنا ولله الحمد والمنة.