أبى هريرة قال: قال رسول الله ﷺ«اشتد غضب الله على رجل يقتله رسول الله في سبيل الله» ورواه البخاري من طريق ابن جريج عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس «اشتد غضب الله على من قتله رسول الله بيده في سبيل الله»
وقال البخاري وقال أبو الوليد عن شعبة عن ابن المنكدر سمعت جابرا قال: لما قتل أبى جعلت أبكى وأكشف الثوب عن وجهه، فجعل أصحاب النبي ﷺ ينهونني والنبي ﷺ لم ينه، وقال النبي ﷺ لا تبكه أو ما تبكيه ما زالت الملائكة تظله بأجنحتها حتى رفع. هكذا ذكر هذا الحديث هاهنا معلقا وقد أسنده في الجنائز عن بندار عن غندر عن شعبة. ورواه مسلم والنسائي من طرق عن شعبة به وقال البخاري حدثنا عبدان أخبرنا عبد الله بن المبارك عن شعبة عن سعد بن إبراهيم عن أبيه إبراهيم أن عبد الرحمن ابن عوف أتى بطعام وكان صائما فقال قتل مصعب بن عمير وهو خير منى كفن في بردة إن غطى رأسه بدت رجلاه وإن غطى رجلاه بدا رأسه، وأراه قال وقتل حمزة هو خير منى ثم بسط لنا من الدنيا ما بسط (أو قال أعطينا من الدنيا ما أعطينا) وقد خشينا أن تكون حسناتنا عجلت لنا.
ثم جعل يبكى حتى برد الطعام. انفرد به البخاري
وقال البخاري حدثنا أحمد بن يونس حدثنا زهير حدثنا الأعمش عن شقيق عن خباب بن الأرت قال: هاجرنا مع النبي ﷺ نبتغى وجه الله فوجب أجرنا على الله فمنا من مضى أو ذهب لم يأكل من أجره شيئا كان منهم مصعب بن عمير قتل يوم أحد لم يترك إلا نمرة كنا إذا غطينا بها رأسه خرجت رجلاه وإذا غطى بها رجلاه خرج رأسه فقال لنا النبي ﷺ غطوا بها رأسه واجعلوا على رجله الإذخر. ومنا من أينعت له ثمرته فهو يهد بها. وأخرجه بقية الجماعة إلا ابن ماجة من طرق عن الأعمش به. وقال البخاري حدثنا عبيد الله بن سعيد حدثنا أبو أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: لما كان يوم أحد هزم المشركون فصرخ إبليس لعنة الله عليه: أي عباد الله أخراكم. فرجعت أولاهم فاجتلدت هي وأخراهم فبصر حذيفة فإذا هو بأبيه اليمان فقال: أي عباد الله أبى أبى. قال قالت فو الله ما احتجزوا حتى قتلوه. فقال حذيفة يغفر الله لكم. قال عروة: فو الله ما زال في حذيفة بقية خير حتى لقي الله ﷿. قلت كان سبب ذلك أن اليمان وثابت بن وقش كانا في الآطام مع النساء لكبرهما وضعفهما فقالا انه لم يبق من آجالنا إلا ظمء حمار فنزلا ليجضرا الحرب فجاء طريقهما ناحية المشركين فأما ثابت فقتله المشركون وأما اليمان فقتله المسلمون خطأ. وتصدق حذيفة بدية أبيه على المسلمين ولم يعاتب أحدا منهم لظهور العذر في ذلك
[فصل]
قال ابن إسحاق: وأصيب يومئذ عين قتادة بن النعمان حتى. سقطت على وجنته فردها رسول الله ﷺ بيده فكانت أحسن عينيه وأحدّهما. وفي الحديث عن جابر بن عبد الله