للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ثم يرمون يوم النحر ثم يرمون الغد أو من بعد الغد ليومين ثم يرمون يوم النفر. وكذا رواه عن عبد الرزاق عن مالك بنحوه. وقد رواه أهل السنن الأربعة من حديث مالك ومن حديث سفيان ابن عيينة به. قال الترمذي ورواية مالك أصح وهو حديث حسن صحيح.

[فصل]

فيما ورد من الأحاديث الدالة على أنه خطب الناس بمنى في اليوم الثاني من أيام التشريق وهو أوسطها. قال أبو داود باب أي يوم يخطب: حدثنا محمد بن العلاء أنبأنا ابن المبارك عن إبراهيم بن نافع عن ابن أبى نجيح عن أبيه عن رجلين من بنى بكر. قالا: رأينا رسول الله يخطب بين أوسط أيام التشريق ونحن عند راحلته وهي خطبة رسول الله التي خطب بمنى. انفرد به أبو داود ثم

قال أبو داود ثنا محمد بن بشار ثنا أبو عاصم ثنا ربيعة بن عبد الرحمن بن حصين حدثتني جدتى سراء بنت نبهان - وكانت ربة بيت في الجاهلية -. قالت خطبنا رسول الله يوم الرءوس فقال: أي يوم هذا؟ قلنا الله ورسوله أعلم! قال: أليس أوسط أيام التشريق.

انفرد به أبو داود. قال أبو داود: وكذلك قال عم أبى حرة الرقاشيّ (١) أنه خطب أوسط أيام التشريق وهذا الحديث قد

رواه الامام احمد متصلا مطولا فقال ثنا عثمان ثنا حماد بن سلمة أنبأنا على بن زيد عن أبى حرة الرقاشيّ عن عمه. قال كنت آخذا بزمام ناقة رسول الله في أوسط أيام التشريق أذود عنه الناس. فقال: يا أيها الناس أتدرون في أي شهر أنتم وفي أي يوم أنتم وفي أي بلد أنتم؟ قالوا: في يوم حرام وشهر حرام وبلد حرام. قال: فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا إلى أن تلقونه. ثم قال: اسمعوا منى تعيشوا، ألا لا تظلموا ألا لا تظلموا ألا لا تظلموا، إنه لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب نفس منه، ألا إن كل دم ومال ومأثرة كانت في الجاهلية تحت قدمي هذه الى يوم القيامة، وإن أول دم يوضع دم (٢) ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب كان مسترضعا في بنى سعد فقتلته هذيل. ألا إن كل ربا في الجاهلية موضوع وإن الله قضى أن أول ربا يوضع ربا العباس بن عبد المطلب لكم رءوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون، ألا وإن الزمان قد استدار كهيئة يوم خلق الله السموات والأرض ثم قرأ ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اِثْنا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ مِنْها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ﴾، ألا لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض، ألا


(١) في الأصل: أبو حمزة والتصحيح عن أبى داود والخلاصة.
(٢) كذا في الأصل وتقدم أنه ابن ربيعة وحكينا تسميته عن روض الأنف.

<<  <  ج: ص:  >  >>