وقيل هذه ثالثة فولدت له اثني عشر ولدا ذكرا. وقد سماهم محمد بن إسحاق ﵀ وهم نابت وقيذر (١) وازبل وميشى ومسمع وماش ودوصا وارر ويطور ونبش وطيما وقيذما * وهكذا ذكرهم أهل الكتاب في كتابهم. وعندهم أنهم الاثنا عشر عظيما المبشر بهم المتقدم ذكرهم. وكذبوا في تأويلهم ذلك وكان إسماعيل ﵇ رسولا الى أهل تلك الناحية وما والاها من قبائل جرهم والعماليق وأهل اليمن صلوات الله وسلامه عليه * ولما حضرته الوفاة أوصى الى أخيه إسحاق وزوج ابنته نسمة من ابن أخيه العيص بن إسحاق فولدت له الروم. ويقال لهم بنو الأصفر لصفرة كانت في العيص * وولدت له اليونان في أحد الأقوال * ومن ولد العيص الاشبان قيل منهما أيضا * وتوقف ابن جرير ﵀.
ودفن إسماعيل نبي الله بالحجر مع أمه هاجر وكان عمره يوم مات مائة وسبعا وثلاثين سنة * وروى عن عمر بن عبد العزيز أنه قال شكى إسماعيل ﵇ الى ربه ﷿ حر مكة فأوحى الله اليه أنى سأفتح لك بابا الى الجنة الى الموضع الّذي تدفن فيه تجرى عليك روحها الى يوم القيامة.
وعرب الحجاز كلهم ينتسبون الى ولديه نابت وقيذار * وسنتكلم على أحياء العرب وبطونها وعمائرها وقبائلها وعشائرها من لدن إسماعيل ﵇ الى زمان رسول الله ﷺ * وذلك إذا انتهينا الى أيامه الشريفة وسيرته المنيفة بعد الفراغ من أخبار أنبياء بنى إسرائيل الى زمان عيسى بن مريم خاتم أنبيائهم ومحقق أنبائهم * ثم نذكر ما كان في زمن بنى إسرائيل * ثم ما وقع في أيام الجاهلية ثم ينتهى الكلام الى سيرة نبينا رسول الله الى العرب والعجم وسائر صنوف بنى آدم من الأمم إن شاء الله تعالى وبه الثقة وعليه التكلان ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم العزيز الحكيم
[ذكر إسحاق بن إبراهيم الكريم بن الكريم عليهما الصلاة والتسليم]
قد قدمنا أنه ولد ولأبيه مائة سنة بعد أخيه إسماعيل بأربع عشر سنة. وكان عمر أمه سارة حين بشرت به تسعين سنة قال الله تعالى ﴿وَبَشَّرْناهُ بِإِسْحاقَ نَبِيًّا مِنَ الصّالِحِينَ * وَبارَكْنا عَلَيْهِ وَعَلى إِسْحاقَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِما مُحْسِنٌ وَظالِمٌ لِنَفْسِهِ مُبِينٌ﴾ * وقد ذكره الله تعالى بالثناء عليه في غير ما آية من كتابه العزيز * وقدمنا
في حديث أبى هريرة عن رسول الله ﷺ أن الكريم بن الكريم بن الكريم بن الكريم
(١) قوله قيذر في نسخة قيذار وقوله وميشى وفي نسخة منبسى قوله وارر في نسخة وادر وفي أخرى وازر قوله ويطور في نسخة ورطور قوله وطيما في نسخة وطميا