أما ترى البيدق الشطرنج أكسبه … حسن التنقل حسنا فوق زينته
الست الجليلة
[ينفشا بنت عبد الله]
عتيقة المستضيء، كانت من أكبر حظاياه، ثم صارت بعده من أكثر الناس صدقة وبرا وإحسانا إلى العلماء والفقراء، لها عند تربتها ببغداد عند تربة معروف الكرخي صدقات وبر.
[ابن المحتسب الشاعر أبو السكر]
محمود بن سليمان بن سعيد الموصلي يعرف بابن المحتسب، تفقه ببغداد ثم سافر إلى البلاد وصحب ابن الشهرزوريّ وقدم معه، فلما ولى قضاء بغداد ولاه نظر أوقاف النظامية، وكان يقول الشعر، وله أشعار في الخمر لا خير فيها تركتها تنزها عن ذلك، وتقذرا لها.
[ثم دخلت سنة تسع وتسعين وخمسمائة]
قال سبط ابن الجوزي في مرآته: في ليلة السبت سلخ المحرم هاجت النجوم في السماء وماجت شرقا وغربا، وتطايرت كالجراد المنتشر يمينا وشمالا، قال: ولم ير مثل هذا الا في عام المبعث، وفي سنة إحدى وأربعين ومائتين. وفيها شرع بعمارة سور قلعة دمشق وابتدأ ببرج الزاوية الغربية القبلية المجاور لباب النصر. وفيها أرسل الخليفة الناصر الخلع وسراويلات الفتوة إلى الملك العادل وبنيه.
وفيها بعث العادل ولده موسى الأشرف لمحاصرة ماردين، وساعده جيش سنجار والموصل ثم وقع الصلح على يدي الظاهر، على أن يحمل صاحب ماردين في كل سنة مائة ألف وخمسين ألف دينار، وأن تكون السكة والخطبة للعادل، وأنه متى طلبه بجيشه يحضر إليه. وفيها كمل بناء رباط الموريانية، ووليه الشيخ شهاب الدين عمر بن محمد الشهرزوريّ، ومعه جماعة من الصوفية، ورتب لهم من المعلوم والجراية ما ينبغي لمثلهم. وفيها احتجر الملك العادل على محمد بن الملك العزيز وإخوته وسيرهم إلى الرها خوفا من آفاتهم بمصر. وفيها استحوذت الكرج على مدينة دوين فقتلوا أهلها ونهبوها، وهي من بلاد آذربيجان، لاشتغال ملكها بالفسق وشرب الخمر قبحه الله، فتحكمت الكفرة في رقاب المسلمين بسببه، وذلك كله غل في عنقه يوم القيامة.
[وفيها توفى]
[الملك غياث الدين الغورى أخو شهاب الدين]
فقام بالملك بعده ولده محمود، وتلقب بلقب أبيه، وكان غياث الدين عاقلا حازما شجاعا، لم تكسر له راية مع كثرة حروبه، وكان شافعيّ المذهب، ابتنى مدرسة هائلة للشافعية، وكانت سيرته حسنة في غاية الجودة.
[وفيها توفى من الأعيان. الأمير علم الدين أبو منصور (١)]
سليمان بن شيروة بن جندر أخو الملك العادل لأبيه، في تاسع عشر من المحرم، ودفن بداره التي