عن رجل عن جرير فذكره، والظاهر أن هذا الرجل هو أبو نخيلة البجلي والله أعلم.
وقد ذكرنا بعث النبي ﷺ له حين أسلم إلى ذي الخلصة بيت كان يعبده خثعم وبجيلة وكان يقال له الكعبة اليمانية يضاهون به الكعبة التي بمكة ويقولون للتي ببكة الكعبة الشامية ولبيتهم الكعبة اليمانية فقال له رسول الله ﷺ ألا تريحني من ذي الخلصة فحينئذ شكى إلى النبي ﷺ أنه لا يثبت على الخيل فضرب بيده الكريمة في صدره حتى أثرت فيه وقال:«اللهمّ ثبته وأجعله هاديا مهديا». فلم يسقط بعد ذلك عن فرس ونفر إلى ذي الخلصة في خمسين ومائة راكب من قومه من أحمس فخرب ذلك البيت وحرقة حتى تركه مثل الجمل الأجرب، وبعث إلى النبي ﷺ بشيرا يقال له أبو أرطاة فبشره بذلك فبرك رسول الله ﷺ على خيل أحمس ورجالها خمس مرات والحديث مبسوط في الصحيحين وغيرهما كما قدمناه بعد الفتح استطرادا بعد ذكر تخريب بيت العزى على يدي خالد بن الوليد ﵁ والظاهر أن إسلام جرير ﵁ كان متأخرا عن الفتح بمقدار جيد. فان الامام احمد قال حدثنا هشام بن القاسم حدثنا زياد بن عبد الله بن علاثة بن عبد الكريم بن مالك الجزري عن مجاهد عن جرير بن عبد الله البجلي. قال: إنما أسلمت بعد ما أنزلت المائدة وأنا رأيت رسول الله ﷺ يمسح بعد ما أسلمت. تفرد به احمد وهو اسناد جيد اللهمّ إلا أن يكون منقطعا بين مجاهد وبينه وثبت في الصحيحين أن أصحاب عبد الله بن مسعود كان يعجبهم حديث جرير في مسح الخف لأن إسلام جرير إنما كان بعد نزول المائدة وسيأتي في حجة الوداع أن رسول الله ﷺ قال له استنصت الناس يا جرير وإنما أمره بذلك لأنه كان صبيا وكان ذا شكل عظيم كانت نعله طولها ذراع وكان من أحسن الناس وجها وكان مع هذا من أغض الناس طرفا. ولهذا
روينا في الحديث الصحيح عنه أنه قال سألت رسول الله ﷺ عن نظر الفجأة فقال أطرق بصرك.
وفادة وائل بن حجر بن ربيعة بن وائل بن يعمر الحضرميّ ابن هنيد أحد ملوك اليمن على رسول الله ﷺ
قال أبو عمر بن عبد البر كان أحد أقيال حضرموت وكان أبوه من ملوكهم،
ويقال إن رسول الله ﷺ بشر أصحابه قبل قدومه به وقال يأتيكم بقية أبناء الملوك فلما دخل رحب به وأدناه من نفسه وقرب مجلسه وبسط له رداءه. وقال:«اللهمّ بارك في وائل وولده وولد ولده». واستعمله على الأقيال من حضر موت وكتب معه ثلاث كتب، منها كتاب إلى المهاجر بن أبى أمية، وكتاب إلى الأقيال والعياهلة واقطعه أرضا وأرسل معه معاوية بن أبى سفيان. فخرج معه راجلا فشكى اليه