يزيد بن الأصم العامري عن خالته ميمونة بنت الحارث قالت: تزوجني رسول الله ﷺ ونحن حلال بسرف. لكن قال الترمذي: روى غير واحد هذا الحديث عن يزيد بن الأصم مرسلا أن رسول الله ﷺ تزوج ميمونة. وقال الحافظ البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الأصفهانيّ الزاهد ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا سليمان بن حرب ثنا حماد بن زيد ثنا مطر الوراق عن ربيعة بن أبى عبد الرحمن عن سليمان بن يسار عن أبى رافع قال: تزوج رسول الله ﷺ ميمونة وهو حلال وبنى بها وهو حلال وكنت الرسول بينهما. وهكذا رواه الترمذي والنسائي جميعا عن قتيبة عن حماد بن زيد به، ثم قال الترمذي حسن ولا نعلم أحدا أسنده عن حماد عن مطر ورواه مالك عن ربيعة عن سليمان مرسلا، ورواه سليمان بن بلال عن ربيعة مرسلا قلت: وكانت وفاتها بسرف سنة ثلاث وستين ويقال سنة ستين ﵂
[ذكر خروجه ﵇ من مكة بعد قضاء عمرته]
قد تقدم ما ذكره موسى بن عقبة أن قريشا بعثوا اليه حويطب بن عبد العزى بعد مضى أربعة أيام (١) ليرحل عنهم كما وقع به الشرط، فعرض عليهم أن يعمل وليمة عرسه بميمونة عندهم وإنما أراد تأليفهم بذلك فأبوا عليه وقالوا بل اخرج عنا، فخرج وكذلك ذكره ابن إسحاق (١)
وقال البخاري حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبى إسحاق عن البراء قال: اعتمر النبي ﷺ في ذي القعدة فأبى أهل مكة أن يدعوه يدخل مكة حتى قاضاهم على أن يقيموا بها ثلاثة أيام، فلما كتبوا الكتاب كتبوا هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله، قالوا لا نقر بهذا لو نعلم أنك رسول الله ما منعناك شيئا ولكن أنت محمد بن عبد الله قال «أنا رسول الله وأنا محمد بن عبد الله» ثم قال لعلى ابن أبى طالب «أمح رسول الله» قال لا والله لا أمحوك أبدا، فأخذ رسول الله ﷺ الكتاب وليس يحسن يكتب فكتب هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد الله لا يدخل مكة إلا السيف في القراب وأن لا يخرج من أهلها بأحد أراد أن يتبعه، وأن لا يمنع من أصحابه أحدا أراد ان يقيم بها، فلما دخل ومضى الأجل أتوا عليا فقالوا قل لصاحبك اخرج عنا فقد مضى الأجل، فخرج النبي ﷺ فتبعته ابنة حمزة تنادى يا عم يا عم فتناولها على فأخذ بيدها وقال لفاطمة دونك ابنة عمك، فحملتها فاختصم فيها على وزيد وجعفر فقال على: أنا أخذتها وهي ابنة عمى وقال جعفر: ابنة عمى وخالتها تحتى، وقال زيد: ابنة أخى فقضى بها النبي ﷺ لخالتها وقال «الخالة بمنزلة الأم» وقال لعلى «أنت منى وأنا منك» وقال لجعفر «أشبهت خلقي وخلقي» وقال لزيد «أنت أخونا ومولانا» قال على ألا تتزوج ابنة حمزة، قال «إنها ابنة أخى من الرضاعة».
(١) كذا في الأصل وفي سيرة ابن هشام: ثلاثة أيام وأتاه حويطب في اليوم الثالث.