للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[ذكر صفته ]

كان حسن الوجه دقيق البشرة، كبير اللحية، معتدل القامة، عظيم الكراديس، بعيد ما بين المنكبين، كثير شعر الرأس، حسن الثغر، فيه سمرة، وقيل كان في وجهه شيء من آثار الجدري، . وعن الزهري: كان حسن الوجه والثغر، مربوعا، أصلع، أزوج الرجلين يخضب بالصفرة وقد كان شد أسنانه بالذهب وقد كسى ذراعيه الشعر وقال الواقدي: حدثنا ابن أبى سبرة عن سعيد بن أبى زيد عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله ابن عتبة. قال: كان لعثمان عند خازنه يوم قتل، ثلاثون ألف ألف درهم وخمسمائة ألف درهم، ومائة ألف دينار، فانتهبت وذهبت، وترك ألف بعير بالربذة، وترك صدقات كان تصدق بها، بئر أريس، وخيبر، ووادي القرى، فيه مائتا ألف دينار. [وبئر رومة كان اشتراها في حياة النبي وسبّلها] (١)

[فصل]

قال الأعمش عن زيد بن وهب عن حذيفة أنه قال: أول الفتن قتل عثمان، وآخر الفتن الدجال.

وروى الحافظ بن عساكر من طريق شبابة عن حفص بن مورق الباهلي، عن حجاج بن أبى عمار الصواف عن زيد بن وهب عن حذيفة. قال: أول الفتن قتل عثمان، وآخر الفتن خروج الدجال، والّذي نفسي بيده لا يموت رجل وفي قلبه مثقال حبة من حب قتل عثمان إلا تبع الدجال إن أدركه، وإن لم يدركه، آمن به في قبره. وقال أبو بكر بن أبى الدنيا وغيره: أنا محمد بن سعد أنا عمرو بن عاصم الكلابي ثنا أبو الأشهب حدثني عوف عن محمد بن سيرين أن حذيفة بن اليمان قال: اللهمّ إن كان قتل عثمان بن عفان خيرا. فليس لي فيه نصيب، وإن كان قتله شرا فأنا منه بريء، والله لئن كان قتله خيرا ليحلبنه لبنا، وإن كان قتله شرا ليمتص به دما. وقد ذكره البخاري في صحيحه.

[طريق أخرى عنه]

قال محمد بن عائذ: ذكر محمد بن حمزة حدثني أبو عبد الله الحراني أن حذيفة بن اليمان في مرضه الّذي هلك فيه كان عنده رجل من إخوانه وهو يناجي امرأته ففتح عينيه فسألهما فقالا خيرا، فقال:

إن شيئا تسرانه دوني ما هو بخير، قال: قتل الرجل - يعنى عثمان - قال: فاسترجع ثم قال: اللهمّ إني كنت من هذا الأمر بمعزل، فان كان خيرا فهو لمن حضره وأنا منه بريء، وإن كان شرا فهو لمن حضره وأنا منه بريء، اليوم تغيرت القلوب يا عثمان، الحمد لله الّذي سبق بى الفتن، قادتها وعلوجها الخطى، من تردى بغيره فشبع شحما وقبل عمله. وقال الحسن بن عرفة: ثنا إسماعيل بن إبراهيم بن


(١) زيادة من عقد الجمان منسوبة لابن كثير.

<<  <  ج: ص:  >  >>