للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[عوف بن مالك ]

هو عوف بن مالك بن أبى عوف الأشجعي الغطفانيّ صحابى جليل، شهد موتة مع خالد بن الوليد والأمراء قبله، وشهد الفتح وكانت معه راية قومه يومئذ، وشهد فتح الشام، وروى عن رسول الله أحاديث، وروى عنه جماعة من التابعين وأبو هريرة، وقد مات قبله، وقال الواقدي وخليفة ابن خياط وأبو عبيد وغير واحد: توفى سنة ثلاث وسبعين بالشام

[أسماء بنت أبى بكر الصديق]

والدة عبد الله بن الزبير، يقال لها ذات النطاقين، وإنما سميت بذلك عام الهجرة حين شقت نطاقها فربطت به سفرة النبي وأبى بكر حين خرجا عامدين إلى المدينة، وأمها قيلة وقيل قبيلة بنت عبد العزى من بنى عامر بن لوى. أسلمت أسماء قديما وهم بمكة في أول الإسلام، وهاجرت هي وزوجها الزبير وهي حامل متم بولدها عبد الله فوضعته بقبا أول مقدمهم المدينة، ثم ولدت للزبير بعد ذلك عروة والمنذر. وهي آخر المهاجرين والمهاجرات موتا، وكانت هي وأختها عائشة وأبوها أبو بكر الصديق وجدها أبو عتيق وابنها عبد الله وزوجها الزبير صحابين ، وقد شهدت اليرموك مع ابنها وزوجها، وهي أكبر من أختها عائشة بعشر سنين. وقيل إن الحجاج دخل عليها بعد أن قتل ابنها فقال: يا أماه إن أمير المؤمنين أوصاني بك فهل لك من حاجة؟ فقالت: لست لك بأم، إنما أنا أم المصلوب على الثنية، وما لي من حاجة، ولكن

أحدثك أنى سمعت رسول الله يقول: «يخرج من ثقيف كذاب ومبير» فأما الكذاب فقد رأيناه، وأما المبير فلا أراك إلا إياه. فقال: أنا مبير المنافقين. وقيل إن ابن عمر دخل معه عليها وابنها مصلوب فقال لها: إن هذا الجسد ليس بشيء وإنما الأرواح عند الله فاتقى الله واصبري، فقالت: وما يمنعني من الصبر وقد أهدى رأس يحيى بن زكريا إلى بغى من بغايا بنى إسرائيل؟. وقيل إنها غسلته وحنطته وكفنته وطيبته وصلت عليه ثم دفنته، ثم ماتت بعده بأيام في آخر جمادى الآخرة، ثم إن الزبير لما كبرت طلقها، وقيل بل قال له عبد الله ابنه: إن مثلي لا توطأ أمه، فطلقها الزبير، وقيل: بل اختصمت هي والزبير فجاء عبد الله ليصلح بينهما فقال الزبير: إن دخلت فهي طالق، فدخلت فبانت فالله أعلم.

وقد عمرت أسماء دهرا صالحا وأضرت في آخر عمرها، وقيل بل كانت صحيحة البصر لم يسقط لها سن. وأدركت قتل ولدها في هذه السنة كما ذكرنا، ثم ماتت بعده بخمسة أيام، وقيل بعشرة، وقيل بعشرين، وقيل بضع وعشرين يوما، وقيل عاشت بعده مائة يوم وهو الأشهر، وبلغت من العمر مائة سنة ولم يسقط لها سن ولم ينكر لها عقل رحمها الله. وقد روت عن النبي عدة أحاديث طيبة مباركة ورحمها.

<<  <  ج: ص:  >  >>