للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فدفع الناس معه، وكان عبد الله بن عمر فيمن انتظر دفع ابن الزبير، ولكنه تأخر دفعه، فقال ابن عمر: أشبه بتأخره دفع الجاهلية، فدفع ابن عمر فدفع ابن الزبير، وتحاجز الناس في هذا العام فلم يكن بينهم قتال. وكان على نيابة المدينة جابر بن الأسود بن عوف الزهري من جهة ابن الزبير، وعلى الكوفة والبصرة أخوه مصعب، وعلى ملك الشام ومصر عبد الملك بن مروان، والله أعلم.

[وممن توفى فيها من الأعيان]

[عبد الله بن يزيد الأوسي، شهد الحديبيّة، وعبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث.

وعبد الرحمن بن زيد بن الخطاب العدوي، ابن أخى عمر بن الخطاب، أدرك النبي ، وتوفى بالمدينة عن نحو سبعين سنة. عبد الرحمن بن حسان بن ثابت الأنصاري. عدي بن حاتم بن عبد الله بن سعد بن امرئ القيس، صحابى جليل، سكن الكوفة ثم سكن قوميسيا. زيد بن أرقم بن زيد صحابى جليل] (١)

[وفيها توفى عبد الله بن عباس ترجمان القرآن وابن عم رسول الملك الديان]

هو عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي أبو العباس الهاشمي بن عم رسول الله ، حبر هذه الأمة، ومفسر كتاب الله وترجمانه، كان يقال له الحبر والبحر، وروى عن رسول الله شيئا كثيرا، وعن جماعة من الصحابة، وأخذ عنه خلق من الصحابة وأمم من التابعين، وله مفردات ليست لغيره من الصحابة لاتساع علمه وكثرة فهمه وكمال عقله وسعة فضله ونبل أصله، وأرضاه. وأمه أم الفضل لبابة بنت الحارث الهلالية أخت ميمونة بنت الحارث أم المؤمنين، وهو والد الخلفاء العباسيين، وهو أخو إخوة عشرة ذكور من أم الفضل للعباس، وهو آخرهم مولدا، وقد مات كل واحد منهم في بلد بعيد عن الآخر كما سيأتي ذلك.

قال مسلم بن خالد الزنجي المكيّ عن ابن نجيح عن مجاهد عن ابن عباس. قال: لما كان رسول الله في الشعب جاء أبى إلى رسول الله فقال له: يا محمد أرى أم الفضل قد اشتملت على حمل، فقال: «لعل الله أن يقر أعينكم». قال: فلما ولدتني أتى بى رسول الله وأنا في خرقة فحنكنى بريقه. قال مجاهد: فلا نعلم أحدا حنكه رسول الله بريقه غيره،

وفي رواية أخرى فقال رسول الله : «لعل الله أن يبيض وجوهنا بغلام» فولدت عبد الله بن عباس، وعن عمرو بن دينار قال: ولد ابن عباس عام الهجرة، وروى الواقدي من طريق شعبة عن ابن عباس أنه قال:

ولدت قبل الهجرة بثلاث سنين، ونحن في الشعب، وتوفى رسول الله وأنا ابن ثلاث عشرة سنة، ثم قال الواقدي: وهذا ما لا خلاف فيه بين أهل العلم. واحتج الواقدي بأنه كان قد ناهز الحلم


(١) سقط من المصرية.

<<  <  ج: ص:  >  >>