أن قتادة بن النعمان أصيبت عينه يوم أحد حتى سالت على خده فردها رسول الله ﷺ مكانها فكانت أحسن عينيه وأحدهما وكانت لا تريد إذا رمدت الأخرى. وروى الدارقطنيّ باسناد غريب عن مالك عن محمد بن عبد الله بن أبى صعصعة عن أبيه عن أبى سعيد عن أخيه قتادة ابن النعمان قال: أصيبت عيناي يوم أحد فسقطتا على وجنتي فأتيت بهما رسول الله ﷺ فأعادهما مكانهما وبصق فيهما فعادتا تبرقان. والمشهور الأول أنه أصيبت عينه الواحدة. ولهذا لما وفد ولده على عمر بن عبد العزيز قال له: من أنت؟ فقال له مرتجلا:
أنا ابن الّذي سالت على الخد عينه … فردت بكف المصطفى أحسن الرد
فعادت كما كانت لأول أمرها … فيا حسنها عينا ويا حسن ما خد
فقال عمر بن عبد العزيز عند ذلك:
تلك المكارم لا قعبان من لبن … شيبا بماء فعادا بعد أبوالا
ثم وصله فأحسن جائزته ﵁
[فصل]
قال ابن هشام: وقاتلت أم عمارة نسيبة بنت كعب المازنية يوم أحد فذكر سعيد ابن أبى زيد الأنصاري أن أم سعد بنت سعد بن الربيع كانت تقول دخلت على أم عمارة فقلت لها يا خالة أخبرينى خبرك فقالت خرجت أول النهار انظر ما يصنع الناس ومعى سقاء فيه ماء فانتهيت الى رسول الله ﷺ وهو في أصحابه والدولة والريح للمسلمين فلما انهزم المسلمون انحزت الى رسول الله ﷺ فقمت أباشر القتال وأذبّ عنه بالسيف وأرمى عن القوس حتى خلصت الجراح الى. قالت فرأيت على عاتقها جرحا أجوف له غور فقلت لها من أصابك بهذا قالت ابن قمئة أقمأه الله، لما ولى الناس عن رسول الله ﷺ أقبل يقول دلوني على محمد لا نجوت ان نجا فاعترضت له أنا ومصعب بن عمير وأناس ممن ثبت مع رسول الله ﷺ فضربني هذه الضربة. ولقد ضربته على ذلك ضربات ولكن عدو الله كانت عليه درعان. قال ابن إسحاق وترس أبو دجانة دون رسول الله ﷺ بنفسه يقع النبل في ظهره وهو منحن عليه حتى كثر فيه النبل. قال ابن إسحاق وحدثني عاصم بن عمر بن قتادة ان رسول الله ﷺ رمى عن قوسه حتى اندقت سيتها فأخذها قتادة بن النعمان فكانت عنده. قال ابن إسحاق وحدثني القاسم بن عبد الرحمن بن رافع أخو بنى عدي بن النجار قال: انتهى أنس بن النضر عم أنس بن مالك الى عمر بن الخطاب وطلحة بن عبيد الله في رجال من المهاجرين والأنصار وقد ألقوا بأيديهم فقال فما يجلسكم قالوا قتل رسول الله ﷺ قال فما تصنعون بالحياة بعده قوموا فموتوا على ما مات عليه رسول الله ﷺ. ثم استقبل القوم فقاتل حتى قتل وبه سمى أنس بن مالك. فحدثني حميد الطويل عن أنس بن مالك قال: لقد وجدنا بأنس بن النضر يومئذ سبعين ضربة فما عرفه