حديث الحميدي عن سفيان عن الزهري عن عنبسة بن سعيد عن أبى هريرة قال: أتيت رسول الله ﷺ وهو بخيبر بعد ما افتتحها، فقلت يا رسول الله أسهم لي، فقال بعض آل سعيد بن العاص:
لا تقسم له، فقلت يا رسول الله هذا قاتل ابن قوقل الحديث. قال سفيان حدثنيه السعيدي - يعنى عمرو بن يحيى بن سعيد - عن جده عن أبى هريرة بهذا. ففي هذا الحديث التصريح من أبى هريرة بأنه لم يشهد خيبر وتقدم في أول هذه الغزوة. رواه الامام احمد من طريق عراك بن مالك عن أبى هريرة وأنه قدم على رسول الله ﷺ بعد ما افتتح خيبر فكلم المسلمين فأشركونا في أسهامهم. وقال الامام احمد حدثنا روح ثنا حماد بن سلمة عن على بن زيد عن عمار بن أبى عمار قال: ما شهدت مع رسول الله ﷺ مغنما قط إلا قسم لي، إلا خيبر فإنها كانت لأهل الحديبيّة خاصة.
قلت: وكان أبو هريرة وأبو موسى جاءا بين الحديبيّة وخيبر. وقد
قال البخاري حدثنا عبد الله ابن محمد ثنا معاوية بن عمرو ثنا أبو إسحاق عن مالك بن أنس حدثني ثور حدثني سالم مولى [عبد الله] بن مطيع أنه سمع أبا هريرة يقول: افتتحنا خيبر فلم نغنم ذهبا ولا فضة، إنما غنمنا الإبل والبقر والمتاع والحوائط، ثم انصرفنا مع رسول الله ﷺ الى وادي القرى ومعه عبد له يقال له مدعم أهداه له بعض بنى الضبيب فبينما هو يحط رحل رسول الله ﷺ إذ جاءه سهم عائر حتى أصاب ذلك العبد. فقال الناس هنيئا له الشهادة فقال رسول الله ﷺ«كلا والّذي نفسي بيده إن الشملة التي أصابها يوم خيبر لم تصبها المقاسم لتشتعل عليه نارا» فجاء رجل حين سمع ذلك من رسول الله ﷺ بشراك أو شراكين فقال: هذا شيء كنت أصبته، فقال رسول الله ﷺ«شراك أو شراكين من نار».
(ذكر قصة الشاة المسمومة وما كان من أمر البرهان الّذي ظهر عندها والحجة البالغة فيها)
قال البخاري: رواه عروة عن عائشة عن النبي ﷺ. ثم قال حدثنا عبد الله بن يوسف ثنا الليث حدثني سعيد عن أبى هريرة قال: لما فتحت خيبر أهديت لرسول الله ﷺ شاة فيها سم هكذا أورده هاهنا مختصرا. وقد
قال الامام احمد حدثنا حجاج ثنا ليث عن سعيد بن أبى سعيد عن أبى هريرة قال: لما فتحت خيبر أهديت للنّبيّ ﷺ شاة فيها سم، فقال رسول الله ﷺ«أجمعوا لي من كان هاهنا من يهود» فجمعوا له فقال النبي ﷺ«إني سائلكم عن شيء فهل أنتم صادقي عنه؟» قالوا نعم يا أبا القاسم، فقال لهم رسول الله ﷺ«من أبوكم؟» قالوا أبونا فلان، فقال رسول الله ﷺ«كذبتم بل أبوكم فلان» قالوا صدقت وبررت فقال «هل أنتم صادقي عن شيء إذا سألتكم عنه؟» قالوا نعم يا أبا القاسم وإن كذبنا عرفت كذبنا كما عرفته في أبينا، فقال رسول الله ﷺ«من أهل النار؟» فقالوا نكون فيها يسيرا ثم تخلفونا فيها، فقال لهم رسول الله ﷺ «والله لا نخلفكم فيها