وفي رمضان فتحت الصبابية التي أنشأها شمس الدين بن تقى الدين ابن الصباب التاجر دار قرآن ودار حديث، وقد كانت خربة شنيعة قبل ذلك. وفي رمضان باشر علاء الدين على ابن القاضي محيي الدين بن فضل الله كتابة السر بمصر بعد وفاة أبيه كما سيأتي ترجمته، وخلع عليه وعلى أخيه بدر الدين، ورسم لهما أن يحضرا مجلس السلطان، وذهب أخوه شهاب الدين إلى الحج.
وفي هذا الشهر سقط بالجانب الغربي من مصر برد كالبيض وكالرمان، فأتلف شيئا كثيرا، ذكر ذلك البرزالي ونقله من كتاب الشهاب الدمياطيّ. وفي ثالث عشرين رمضان درس بالقبة المنصورية بمشيخة الحديث شهاب الدين العسجدى عوضا عن زين الدين الكناني توفى، فأورد حديثا من مسند الشافعيّ بروايته عن الجاولي بسنده، ثم صرف عنها بالحجة بالشيخ أثير الدين أبى حيان، فساق حديثا عن شيخه ابن الزبير ودعا للسلطان وحضر عنده القضاة والأعيان، وكان مجلسا حافلا. وفي ذي القعدة حضر تدريس الشامية البرانية قاضى القضاة شمس الدين ابن النقيب عوضا عن القاضي جمال الدين ابن جملة توفى، وحضر خلق كثير من الفقهاء والأعيان، وكان مجلسا حافلا. وفي ثانى ذي الحجة درس بالعادلية الصغيرة تاج الدين عبد الرحيم ابن قاضى القضاة جلال الدين القزويني عوضا عن الشيخ شمس الدين بن النقيب بحكم ولايته الشامية البرانية، وحضر عنده القضاة والأعيان. وفي هذا الشهر درس القاضي صدر الدين بن القاضي جلال الدين بالاتابكية، وأخوه الخطيب بدر الدين بالغزالية والعادلية نيابة عن أبيه. انتهى والله أعلم.
[وممن توفى فيها من الأعيان]
[الأمير الكبير بدر الدين محمد بن فخر الدين عيسى ابن التركماني]
باني جامع المقياس بديار مصر في أيام وزارته بها، ثم عزل أميرا إلى الشام، ثم رجع إلى مصر إلى أن توفى بها في خامس ربيع الآخر، وتوفى بالحسينية، وكان مشكورا ﵀، انتهى.
[قاضى القضاة شهاب الدين]
محمد بن المجد بن عبد الله بن الحسين بن على الرازيّ الإربلي الأصل، ثم الدمشقيّ الشافعيّ، قاضى الشافعية بدمشق، ولد سنة ثنتين وستين وستمائة، واشتغل وبرع وحصل وأفتى سنة ثلاث وتسعين، ودرس بالإقبالية ثم الرواحية وتربة أم الصالح، وولى وكالة بيت المال، ثم صار قاضى قضاة الشام إلى أن توفى بمستهل جمادى الأولى بالمدرسة العادلية، ودفن بمقابر باب الصغير ﵀.
[الشيخ الامام العالم]
زين الدين محمد بن عبد الله ابن الشيخ زين الدين عمر بن مكي بن عبد الصمد بن المرحل مدرس الشامية البرانية والعذراوية بدمشق، وكان قبل ذلك بمشهد الحسين، وكان فاضلا بارعا فقيها