للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بصحيح مسلم وموطأ مالك عن يحيى بن يحيى عن مالك، وكتاب الشفا للقاضي عياض، وعزل قبل وفاته بعشرين يوما عن القضاء، وهذا من خيره حيث لم يمت قاضيا، توفى بالمدرسة الصمصامية يوم الخميس التاسع من جمادى الآخرة، وصلى عليه بعد الجمعة ودفن بمقابر باب الصغير تجاه مسجد التاريخ، وحضر الناس جنازته وأثنوا عليه خيرا، وقد جاوز الثمانين كمالك . ولم يبلغ إلى سبعة عشر من عمره على مقتضى مذهبه أيضا.

[القاضي الصدر الرئيس]

رئيس الكتاب شرف الدين أبو محمد عبد الوهاب بن جمال الدين فضل الله بن الحلي القرشي العدوي المعمري، ولد سنة تسع وعشرين وستمائة وسمع الحديث وخدم وارتفعت منزلته حتى كتب الإنشاء بمصر، ثم نقل إلى كتابة السر بدمشق إلى أن توفى في ثامن رمضان، ودفن بقاسيون، وقد قارب التسعين، وهو ممتع بحواسه وقواه، وكانت له عقيدة حسنة في العلماء، ولا سيما في ابن تيمية وفي الصلحاء . وقد رثاه الشهاب محمود كاتب السر بعده بدمشق، وعلاء الدين بن غانم وجمال الدين بن نباتة.

[الفقيه الامام العالم المناظر]

شرف الدين أبو عبد الله الحسين بن الامام كمال الدين على بن إسحاق بن سلام الدمشقيّ الشافعيّ ولد سنة ثلاث وسبعين وستمائة، واشتغل وبرع وحصل ودرس بالجاروضية والعذراوية، وأعاد بالظاهرية وأفتى بدار العدل، وكان واسع الصدر كثير الهمة كريم النفس مشكورا في فهمه وخطه وحفظه وفصاحته ومناظرته، توفى في رابع عشرين رمضان وترك أولادا ودينا كثيرا، فوفته عنه زوجته بنت زويزان تقبل الله منها وأحسن إليها.

[الصاحب أنيس الملوك]

بدر الدين عبد الرحمن بن إبراهيم الإربلي، ولد سنة ثمان وثلاثين وستمائة، واشتغل بالأدب فحصل على جانب جيد منه وارتزق عند الملوك به. فمن رقيق شعره ما أورده الشيخ علم الدين في ترجمته قوله:

ومدامة خمر تشبه خد من … أهوى ودمعي يسقى بها قمرا

أعز على من سمعي ومن بصرى (١) وقوله في مغنية

وعزيزة هيفاء ناعمة الصبا … طوع العناق مريضة الأجفان

غنت وماس قوامها فكأنها … الورقاء تسجع فوق غصن البان


(١) بياض بالنسخ التركية والمصرية.

<<  <  ج: ص:  >  >>