لا تعبدن إلها غير خالقكم … فان دعوكم فقولوا بيننا حدد
سبحان ذي العرش سبحانا يدوم له … وقبلنا سبح الجودي والجمد
مسخر كل ما تحت السماء له … لا ينبغي أن يناوى ملكه أحد
لا شيء مما نرى تبقى بشاشته … يبقى الآله ويودي المال والولد
لم تغن عن هرمز يوما خزائنه … والخلد قد حاولت عاد فما خلدوا
ولا سليمان إذ تجرى الرياح به … والجن والانس فيما بينها مرد
أين الملوك التي كانت لعزتها … من كل أوب اليها وافد يفد
حوض هنالك مورود بلا كذب … لا بد من ورده يوما كما وردوا
ثم قال هكذا نسبه أبو الفرج إلى ورقة، قال وفيه أبيات تنسب إلى أمية بن أبى الصلت قلت: وقد روينا عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ﵁ أنه كان يستشهد في بعض الأحيان بشيء من هذه الأبيات والله أعلم.
[فصل في تجديد قريش بناء الكعبة قبل المبعث بخمس سنين]
ذكر البيهقي بناء الكعبة قبل تزويجه ﵊ خديجة. والمشهور أن بناء قريش الكعبة بعد تزويج خديجة كما ذكرناه بعشر سنين. ثم شرع البيهقي في ذكر بناء الكعبة في زمن إبراهيم كما قدمناه في قصته، وأورد حديث ابن عباس المتقدم في صحيح البخاري وذكر ما ورد من الإسرائيليات في بنائه في زمن آدم ولا يصح ذلك، فان ظاهر القرآن يقتضي أن إبراهيم أول من بناه مبتدئا وأول من أسسه، وكانت بقعته معظمة قبل ذلك معتنى بها مشرفة في سائر الأعصار والأوقات قال الله تعالى ﴿إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَهُدىً لِلْعالَمِينَ، * فِيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ إِبْراهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً وَلِلّهِ عَلَى النّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اِسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً﴾ وثبت
في الصحيحين عن أبى ذر قال قلت يا رسول الله أي مسجد وضع أول؟ قال:«المسجد الحرام» قلت ثم أي؟ قال:«المسجد الأقصى» قلت كم بينهما؟ قال:«أربعون سنة» وقد تكلمنا على هذا فيما تقدم، وإن المسجد الأقصى أسسه إسرائيل وهو يعقوب ﵇. وفي الصحيحين أن هذا البلد حرمه الله يوم خلق السماوات والأرض فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة. وقال البيهقي أخبرنا أبو عبد الله الحافظ حدثنا أبو عبد الله الصفار حدثنا احمد بن مهران حدثنا عبيد الله حدثنا إسرائيل عن أبى يحيى عن مجاهد عن عبد الله بن عمرو.
قال: كان البيت قبل الأرض بألفي سنة، (وإذا الأرض مدت) قال من تحته مدت. قال وقد تابعه منصور عن مجاهد.