وصاحبا، وأن رجلا من خيار الناس أوصى له بمائتي دينار، فحملها إليه الماوردي فأبى القاضي أن يقبلها، وجهد عليه كل الجهد فلم يفعل، وقال له: سألتك بالله لا تذكرن هذا لأحد ما دمت حيا، ففعل الماوردي، فلم يخبر عنه إلا بعد موته، وكان ابن أبى الشوارب فقيرا إليها، وإلى ما هو دونها فلم يقبلها ﵀. توفى في شوال منها.
[جعفر بن أبان]
أبو مسلم الختّليّ سمع ابن بطة ودرس فقه الشافعيّ على الشيخ أبى حامد الأسفراييني، وكان ثقة دينا، توفى في رمضان منها
[عمر بن أحمد بن عبدويه]
أبو حازم الهذلي النيسابورىّ، سمع ابن نجيد والإسماعيلي، وخلقا، وسمع منه الخطيب وغيره، وكان الناس ينتفعون بافادته وانتخابه، توفى يوم عيد الفطر منها.
[على بن أحمد بن عمر بن حفص]
أبو الحسن المقري المعروف بالحمامي، سمع النجاد والخلدى وابن السماك وغيرهم، وكان صدوقا فاضلا، حسن الاعتقاد، وتفرد بأسانيد القراءات وعلوها، توفى في شعبان منها عن تسع وثمانين سنة.
[صاعد بن الحسن]
ابن عيسى الربعي البغدادي، صاحب كتاب الفصوص في اللغة على طريقة القالي في الأمالي، صنفه للمنصور بن أبى عامر، فأجازه عليه خمسة آلاف دينار، ثم قيل له إنه كذاب متهم، فقال في ذلك بعض الشعراء:
قد غاص في الماء كتاب الفصوص … وهكذا كل ثقيل يغوص
فلما بلغ صاعدا هذا البيت أنشد:
عاد إلى عنصره إنما … يخرج من قعر البحور الفصوص
قلت: كأنه سمى هذا الكتاب بهذا الاسم ليشاكل به الصحاح للجوهري، لكنه كان مع فصاحته وبلاغته وعلمه متهما بالكذب، فلهذا رفض الناس كتابه، ولم يشتهر، وكان ظريفا ما جنا سريع الجواب، سأله رجل أعمى على سبيل التهكم فقال له: ما الحر تقل؟ فأطرق ساعة وعرف أنه افتعل هذا من عند نفسه ثم رفع رأسه إليه فقال: هو الّذي يأتى نساء العميان، ولا يتعداهن إلى غيرهن، فاستحى ذلك الأعمى وضحك الحاضرون. توفى في هذه السنة سامحه الله.
[القفال المروزي]
أحد أئمة الشافعية الكبار، علما وزهدا وحفظا وتصنيفا، وإليه تنسب الطريقة الخراسانية، ومن أصحابه الشيخ أبو محمد الجويني، والقاضي حسين، وأبو على السبخى، قال ابن خلكان: