مشربهم. قيل: كان لمحمد ﷺ مثله أو أعجب، فان نبع الماء من الحجر مشهور في العلوم والمعارف، وأعجب من ذلك نبع الماء من بين اللحم والدم والعظم، فكان يفرج بين أصابعه في محصب فينبع من بين أصابعه الماء فيشربون ويسقون ماء جاريا عذبا، يروى العدد الكثير من الناس والخيل والإبل * ثم روى من طريق المطلب بن عبد الله بن أبى حنطب: حدثني عبد الرحمن بن أبى عمرة الأنصاري، حدثني أبى. قال: كنا مع رسول الله ﷺ في غزوة غزاها، فبات الناس في مخمصة فدعا بركوة فوضعت بين يديه، ثم دعا بماء فصبه فيها، ثم مج فيها وتكلم ما شاء الله أن يتكلم، ثم أدخل إصبعه فيها، فأقسم بالله لقد رأيت أصابع رسول الله ﷺ تتفجر منها ينابيع الماء، ثم أمر الناس فسقوا وشربوا وملئوا قربهم وأداواتهم * وأما قصة إحياء الذين قتلوا بسبب عبادة العجل وقصة البقرة، فسيأتي ما يشابههما من إحياء حيوانات وأناس، عند ذكر إحياء الموتى على يد عيسى ابن مريم والله أعلم * وقد ذكر أبو نعيم هاهنا أشياء أخر تركناها اختصارا واقتصادا * وقال هشام ابن عمارة في كتابه المبعث:
[باب]
[ما أعطى رسول الله ﷺ، وما أعطى الأنبياء قبله]
حدثنا محمد بن شعيب، حدثنا روح بن مدرك، أخبرنى عمر بن حسان التميمي أن موسى ﵇ أعطى آية من كنوز العرش، رب لا تولج الشيطان في قلبي وأعذنى منه ومن كل سوء، فأن لك اليد والسلطان والملك والملكوت، دهر الداهرين وأبد الآبدين آمين آمين، قال: وأعطى محمد ﷺ آيتان من كنوز العرش، آخر سورة البقرة: آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه إلى آخرها.
[قصة حبس الشمس]
على يوشع بن نون بن افرائم بن يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل الرحمن ﵈، وقد كان نبي بنى إسرائيل بعد موسى ﵇، وهو الّذي خرج ببني إسرائيل من التيه ودخل بهم بيت المقدس بعد حضار ومقاتلة، وكان الفتح قد ينجز بعد العصر يوم الجمعة وكادت الشمس تغرب ويدخل عليهم السبت فلا يتمكنون معه من القتال، فنظر إلى الشمس فقال: إنك مأمورة وأنا مأمور، ثم قال: اللهمّ احبسها على، فحبسها الله عليه حتى فتح البلد ثم غربت، وقد قدمنا في قصة من قصص الأنبياء الحديث الوارد
في صحيح مسلم من طريق عبد الرزاق عن معمر ابن همام عن أبى هريرة عن النبي ﷺ قال: غزا نبي من الأنبياء فدنا من القرية حين صلّى العصر أو قريبا من ذلك فقال للشمس: أنت مأمورة وأنا مأمور، اللهمّ أمسكها عليّ شيئا، فحبست عليه